الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عهل ) العين والهاء واللام أصل صحيح يدل على انطلاق وذهاب وقلة استقرار . قال الخليل : العيهل : الناقة السريعة . قال :


                                                          206 زجرت فيها عيهلا رسوما مخلصة الأنقاء والزعوما



                                                          و قال ابن الأعرابي مثل ذلك ، إلا أنه قال : وتكون مسنة شديدة . وقال أبو حاتم : يقال ناقة عيهلة وعيهل ، ولا يقال جمل عيهل . وأنشدوا :


                                                          ببازل وجناء أو عيهل



                                                          قالوا : شدد اللام للحاجة إلى ذلك . ويقال امرأة عيهل وعيهلة جميعا ، إذا كانت لا تستقر نزقا . وربما وصفوا الريح فقالوا : عهيل . وهذا يدل على صحة هذا القياس . فأما قولهم للمرأة التي لا زوج لها : عاهل ، وجمعها عواهل ، فصحيح ، وسميت بذلك لأنه لا زوج لها يقصرها . وأنشد :


                                                          مشي النساء إلى النساء عواهلا     من بين عارفة السباء
                                                          وأيم ذهب الرماح ببعلها فتركنه     في صدر معتدل الكعوب مقوم

                                                          وقال في العيهل أيضا :

                                                          [ ص: 174 ]

                                                          فنعم مناخ ضيفان وتجر     وملقى رحل عيهلة بجال



                                                          وبقى في الباب كلمة إن كانت صحيحة فليست ببعيد من القياس الذي ذكرناه . حكي عن أبي عبيدة : العاهل : الملك ليس الذي فوقه أحد إلا الله - تعالى - . يقال للخليفة : عاهل . فإن كان كذا فلأنه لا بد له من الخلق فوق يده تمنعه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية