الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عدل ) العين والدال واللام أصلان صحيحان ، لكنهما متقابلان كالمتضادين : أحدهما يدل على استواء ، والآخر يدل على اعوجاج .

                                                          فالأول العدل من الناس : المرضي المستوي الطريقة . يقال : هذا عدل ، وهما عدل . قال زهير :


                                                          متى يشتجر قوم يقل سرواتهم هم بيننا فهم رضا وهم عدل



                                                          وتقول : هما عدلان أيضا ، وهم عدول ، وإن فلانا لعدل بين العدل والعدولة . والعدل : الحكم بالاستواء . ويقال للشيء يساوي الشيء : هو [ ص: 247 ] عدله . وعدلت بفلان فلانا ، وهو يعادله . والمشرك يعدل بربه - تعالى عن قولهم علوا كبيرا - كأنه يسوي به غيره .

                                                          ومن الباب : العدلان : حملا الدابة ، سميا بذلك لتساويهما . والعديل : الذي يعادلك في المحمل . والعدل : قيمة الشيء وفداؤه . قال الله - تعالى - : ولا يقبل منها عدل ، أي فدية . وكل ذلك من المعادلة ، وهي المساواة .

                                                          والعدل : نقيض الجور ، تقول : عدل في رعيته . ويوم معتدل ، إذا تساوى حالا حره وبرده ، وكذلك في الشيء المأكول . ويقال : عدلته حتى اعتدل ، أي أقمته حتى استقام واستوى . قال :


                                                          صبحت بها القوم حتى امتسك     ت بالأرض تعدلها أن تميلا

                                                          ومن الباب : المعتدلة من النوق ، وهل الحسنة المتفقة الأعضاء . فأما قولهم لضرب من السفن : عدولية ، فقد يجوز أن يكون من القياس الذي قسناه ، لأنها لا تكون إلا مستوية معتدلة . على أن الخليل زعم أنها منسوبة إلى موضع يقال له عدولى . قال طرفة :


                                                          عدولية أو من سفين ابن يامن     يجور بها الملاح طورا ويهتدي



                                                          فأما الأصل الآخر فيقال في الاعوجاج : عدل . وانعدل ، أي انعرج . وقال ذو الرمة :


                                                          وإني لأنحي الطرف من نحو غيرها     حياء ولو طاوعته لم يعادل



                                                          [ ص: 248 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية