الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عسر ) العين والسين والراء أصل صحيح واحد يدل على صعوبة وشدة . فالعسر : نقيض اليسر . والإقلال أيضا عسرة ، لأن الأمر ضيق عليه شديد . قال الله - تعالى - : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة . والعسر : الخلاف والالتواء . ويقال : أمر عسر وعسير . ويوم عسير . وربما قالوا : رجل عسر . قال جرير :


                                                          بشر أبو مروان إن عاسرته عسر وعند يساره ميسور



                                                          ويقولون : عسر الأمر عسرا وعسرا أيضا . وقالوا : " عليك بالميسور واترك ما عسر " . وأعسر الرجل ، إذا صار من ميسرة إلى عسرة . وعسرته أنا أعسره ، إذا طالبته بدينك وهو معسر ولم تنظره إلى ميسرته . ويقال : عسرت [ ص: 320 ] عليه تعسيرا ، إذا خالفته . والعسرى : خلاف اليسرى ، وتعسر الأمر : التوى . ويقال للغزل إذا التبس فلم يقدر على تخليصه : قد تعسر . وسمعت ابن أبي خالد يقول : سمعت ثعلبا يقول : تعسر الأمر بالعين ، وتغسر الغزل بالغين معجمة . ويقال : أعسرت المرأة ، إذا عسر عليها ولادها . ويدعى عليها فيقال : أعسرت وآنثت . ويدعى لها : أيسرت وأذكرت . ويقال : العسير : الناقة إلى اعتاطت واعتاصت فلم تحمل عامها . قال الأعشى :


                                                          وعسير أدماء حادرة العي     ن خنوف عيرانة شملال



                                                          ويقال للناقة التي تركب قبل أن تراض : عوسرانية . وهذا مما قلنا إن زيادة حروفه يدل على الزيادة في المعنى .

                                                          ويقال للذي يعمل بشماله : أعسر . والعسرى ، هي الشمال ، وإنما سميت عسرى لأنه يتعسر عليها ما يتيسر على اليمنى . فأما تسميتهم إياها يسرى فيرى أنه على طريقة التفاؤل ، كما يقال للبيداء مفازة ، وكما يقال للديغ سليم . والعاسر من النوق إذا عدت رفعت ذنبها . ولا أحسب ذلك يكون إلا من عسر في خلقها ; والجمع عواسر . قال :


                                                          تكسر أذناب القلاص العواسر



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية