الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 501 ] باب الفاء والزاء وما يثلثهما

                                                          ( فزع ) الفاء والزاء والعين أصلان صحيحان ، أحدهما الذعر ، والآخر الإغاثة .

                                                          فأما الأول فالفزع ، يقال فزع يفزع فزعا ، إذا ذعر . وأفزعته أنا . وهذا مفزع القوم ، إذا فزعوا إليه فيما يدهمهم . فأما فزعت [ عنه ] فمعناه كشفت عنه الفزع . قال الله - تعالى : حتى إذا فزع عن قلوبهم . والمفزعة : المكان يلتجئ إليه الفزع . قال :


                                                          طويل طامح الطرف إلى مفزعة الكلب



                                                          والأصل الآخر الفزع : الإغاثة . قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للأنصار : إنكم لتكثرون عند الفزع ، وتقلون عند الطمع . يقولون : أفزعته إذ رعبته ، وأفزعته ، إذا أغثته . وفزعت إليه فأفزعني ، أي لجأت إليه فزعا فأغاثني . وقال الشاعر في الإغاثة :


                                                          فقلت لكاس ألجميها فإنما     نزلنا الكثيب من زرود لنفزعا



                                                          [ ص: 502 ] وقال آخر :


                                                          كنا إذا ما أتانا صارخ فزع     كان الصراخ له قرع الظنابيب



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية