الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( علج ) العين واللام والجيم أصل صحيح يدل على تمرس ومزاولة ، في جفاء وغلظ . من ذلك العلج ، وهو حمار الوحش ، وبه يشبه الرجل الأعجمي .

                                                          [ ص: 122 ] ويقولون : إنه من المعالجة ، وهي مزاولة الشيء . هذا عن ابن الأعرابي . وقال الخليل : سمي علجا لاستعلاج خلقه ، وهو غلظه . قال : والرجل إذا خرج وجهه وغلظ فقد استعلج . والعلاج : مزاولة الشيء ومعالجته . تقول : عالجته علاجا ومعالجة . واعتلج القوم في صراعهم وقتالهم . ويقال للأمواج إذا التطمت : اعتلجت . قال :


                                                          يعتلج الآذي من حبابها



                                                          أي يركب بعضه بعضا . وعالجت فلانا فعلجته علجا ، إذا غلبته . وفلان علج مال ، أي يقوم عليه ويسوسه . والعلج : الشديد من الرجال قتالا وصراعا . قال :


                                                          منا خراطيم ورأسا علجا



                                                          ويقولون : ناقة علجة : غليظة شديدة . قال :


                                                          ولم يقاس العلجات الحنفا



                                                          وقال آخر :


                                                          هناك منها علجات نيب     أكلن حمضا فالوجوه شيب



                                                          وحكوا : أرض معتلجة ، وهي التي تراكب نبتها وطال ، ودخل بعضه في بعض .

                                                          ومما شذ عن هذا الباب وقد ذكرنا من أمر النبات ما ذكرناه : العلجان : شجر أخضر ، يقولون إن الإبل لا تأكله إلا مضطرة . قال :

                                                          [ ص: 123 ]

                                                          يسليك عن لبنى إذا ما ذكرتها     أجارع لم ينبت بها العلجان



                                                          وزعموا أن العلج : أشاء النخل . قال :


                                                          إذا اصطبحت فاصطبح مسواكا     من علج إن لم تجد أراكا



                                                          وقال عبد بني الحسحاس :


                                                          وبتنا وسادانا إلى علجانة     وحقف تهاداه الرياح تهاديا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية