الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عم ) العين والميم أصل صحيح واحد يدل على الطول والكثرة والعلو . قال الخليل : العميم : الطويل من النبات . يقال نخلة عميمة ، والجمع عم . ويقولون : استوى النبات على عممه ، أي على تمامه . ويقال : جارية عميمة ، أي : طويلة . وجسم عمم . قال ابن شأس :


                                                          وإن عرارا إن يكن غير واضح فإني أحب الجون ذا المنكب العمم



                                                          [ ص: 16 ] قال ابن الأعرابي : رجل عمم وامرأة عمم ، ويقال عشب عميم ، وقد اعتم . قال الهذلي :


                                                          يرتدن ساهرة كأن عميمها     وجميمها أسداف ليل مظلم



                                                          وقال بعضهم : يقال للنخلة الطويلة عمة ، وجمعها عم . واحتج بقول لبيد :


                                                          سحق يمتعها الصفا وسريه     عم نواعم بينهن كروم



                                                          قال أبو عمرو : العميم من النخل فوق الجبار . قال :


                                                          فعم لعمكم نافع     وطفل لطفلكم يوهل



                                                          أي صغارها لصغاركم ، وكبارها لكباركم . وقال أبو دواد :


                                                          ميالة رود خدلجة     كعميمة البردي في الرفض



                                                          العميمة : الطويلة . والرفض : الماء القليل .

                                                          ومن الباب : العمامة ، معروفة ، وجمعها عمامات وعمائم . ويقال تعممت بالعمامة واعتممت ، وعممني غيري . وهو حسن العمة ، أي الاعتمام . قال :


                                                          تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها     واعتم بالزبد الجعد الخراطيم



                                                          [ ص: 17 ] ويقال عمم الرجل : سود; وذلك أن تيجان القوم العمائم ، كما يقال في العجم توج يقال في العرب عمم . قال العجاج :

                                                          وفيهم إذ عمم المعتم

                                                          أي سود فألبس عمامة التسويد . ويقال شاة معممة ، إذا كانت سوداء الرأس . قال أبو عبيد : فرس معمم ، للذي انحدر بياض ناصيته إلى منبتها وما حولها من الرأس . وغرة معممة ، إذا كانت كذلك . وقال : التعميم في البلق : أن يكون البياض في الهامة ولا يكون في العنق . يقال أبلق معمم .

                                                          فأما الجماعة التي ذكرناها في أصل الباب ، فقال الخليل وغيره : العمائم : الجماعات واحدها عم . قال أبو عمرو : العمايم بالياء : الجماعات . يقال قوم عمايم . قال : ولا أعرف لها واحدا . قال العجاج :

                                                          سالت لها من حمير العمايم

                                                          قال ابن الأعرابي : العم : الجماعة من الناس . وأنشد :


                                                          يريح إليه العم حاجة واحد     فأبنا بحاجات وليس بذي مال



                                                          يريد الحجر الأسود

                                                          [ ص: 18 ] وقال آخر .


                                                          والعدو بين المجلسين إذا     آد العشي وتنادى العم



                                                          ومن الجمع قولهم : عمنا هذا الأمر يعمنا عموما ، إذا أصاب القوم أجمعين . قال : والعامة ضد الخاصة . ومن الباب قولهم : إن فيه لعمية ، أي كبرا . وإذا كان كذا فهو من العلو .

                                                          فأما النضر فقال : يقال فلان ذو عمية ، أي إنه يعم بنصره أصحابه لا يخص . قال :


                                                          فذادها وهو مخضر نواجذه     كما يذود أخو العمية النجد



                                                          قال الأصمعي : هو [ من ] عميمهم وصميمهم ، وهو الخالص الذي ليس بمؤتشب . ومن الباب على معنى التشبيه : عمم اللبن : أرغى . ولا يكون ذلك إلا إذا كان صريحا ساعة يحلب . قال لبيد :


                                                          تكر أحاليب اللديد عليهم     وتوفى جفان الضيف محضا معمما





                                                          ومما ليس له قياس إلا على التمحل عمان : اسم بلد . قال أبو وجزة :


                                                          حنت بأبواب عمان القطاة وقد     قضى به صحبها الحاجات والوطرا



                                                          [ ص: 19 ] القطاة : ناقته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية