الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عزم ) العين والزاء والميم أصل واحد صحيح يدل على الصريمة والقطع . يقال : عزمت أعزم عزما . ويقولون : عزمت عليك إلا فعلت كذا ، أي جعلته أمرا عزما ، أي لا مثنوية فيه . ويقال : كانوا يرون لعزمة الخلفاء طاعة . قال الخليل : العزم : ما عقد عليه القلب من أمر أنت فاعله ، أي متيقنه . ويقال : ما لفلان عزيمة ، أي ما يعزم عليه ، كأنه لا يمكنه أن يصرم الأمر ، بل يختلط فيه ويتردد .

                                                          ومن الباب قولهم : عزمت على الجني ، وذلك أن تقرأ عليه من عزائم القرآن ، [ ص: 309 ] وهي الآيات التي يرجى بها قطع الآفة عن المؤوف . واعتزم السائر ، إذا سلك القصد قاطعا له . والرجل يعزم الطريق : يمضي فيه لا ينثني . قال حميد :


                                                          معتزما للطرق النواشط



                                                          وأولو العزم من الرسل - عليهم السلام - : الذين قطعوا العلائق بينهم وبين من لم يؤمن من الذين بعثوا إليهم ، كنوح - عليه السلام - ، إذ قال : لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، وكمحمد - صلى الله عليه وآله - إذ تبرأ من الكفار وبرأه الله - تعالى - منهم ، وأمره بقتالهم في قوله : براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ، ثم قال : فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية