الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عشو ) العين والشين والحرف المعتل أصل صحيح يدل على ظلام وقلة وضوح في الشيء ، ثم يفرع منه ما يقاربه . من ذلك العشاء ، وهو أول ظلام الليل . وعشواء الليل : ظلمته . ومنه عشوت إلى ناره . ولا يكون ذلك إلا أن تخبط إليه الظلام . قال الحطيئة :


                                                          متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد



                                                          والعاشية : كل شيء يعشو بالليل إلى ضوء نار . والتعاشي : التجاهل في الأمر . قال :


                                                          تعد التعاشي في دينها     هدى ، لا تقبل قربانها



                                                          والعشي : آخر النهار . فإذا قلت عشية فهو ليوم واحد . تقول : لقيته عشية يوم كذا ، ولقيته عشية من العشيات . وهذا الذي حكي عن الخليل فهو مذهب ، والأصح عندنا أن يقال في العشي مثل ما يقال في العشية . يقال : لقيته عشي يوم كذا ، كما يقال عشية يوم كذا ، إذ العشي إنما هو آخر النهار . وقد قيل : كل ما كان بعد الزوال فهو عشي . وتصغر العشية عشيشية . والعشاء ممدود مهموز بفتح العين ، هو الطعام الذي يؤكل من آخر النهار وأول الليل .

                                                          قال الخليل : والعشا ، مقصور : مصدر الأعشى ، والمرأة عشواء ، ورجال عشو ، وهو الذي لا يبصر بالليل وهو بالنهار بصير . يقال عشى يعشي عشى . قال الأعشى :

                                                          [ ص: 323 ]

                                                          أأن رأت رجلا أضر به     ريب الزمان ودهر خائن خبل



                                                          والعشواء من النوق : التي كأنها لا تبصر ما أمامها فتخبط كل شيء بيديها .

                                                          قالوا : وإنما يكون ذلك من حدة قلبها . قال زهير :


                                                          رأيت المنايا خبط عشواء من تصب     تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم



                                                          وتقول : إنهم لفي عشواء من أمرهم . شبه زهير المنايا بناقة تخبط ما يستقبلها فتقتل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية