الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عرم ) العين والراء والميم أصل صحيح واحد ، يدل على شدة وحدة . يقال : عرم الإنسان يعرم عرامة ، وهو عارم . قال :


                                                          إني امرؤ يذب عن محارمي بسطة كف ولسان عارم



                                                          وفيه عرام ، إذا كان فيه ذلك . وعرام الجيش : شرته وحده وكثرته . قال :

                                                          [ ص: 293 ]

                                                          وليلة هول قد سريت وفتية     هديت وجمع ذي عرام ملادس



                                                          ولذلك يقال جيش عرمرم . وقد قلنا إنهم إذا أرادوا تفخيم أمر زادوا في حروفه . والعرمرم من عرم وعرر . قال :


                                                          أدارا بأجماد النعام عهدتها بها     نعما حوما وعزا عرمرما



                                                          وأما سيل العرم فيقال : العرمة : السكر ، وجمعها عرم . وهذا صحيح ، لأن الماء إذا سكر كان له عرام من كثرته . ومحتمل أن يكون العرمة الكدس المدوس الذي لم يذر ، يجعل كهيئة الأزج . فإن كان كذا فلأنه متكاثف كثير ، كالماء ذي العرام . فأما العرمة فالبياض يكون بمرمة الشاة ، يقال شاة عرماء - وهذا شاذ عن الأصل الذي ذكرناه - وأفعى عرماء . وممكن أن يكون من باب الإبدال ، كأن الراء بدل من لام ، كأنها علماء . وذلك يكون البياض كعلامة عليها ، وليس هذا ببعيد . قال :


                                                          أبا معقل لا تواطئنك بغاضتي     رءوس الأفاعي في مراصدها العرم



                                                          فأما قولهم إن العرم : الجرذ الذكر فمما لا معنى له ولا يعرج على مثله .

                                                          [ ص: 294 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية