الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عكر ) العين والكاف والراء أصل صحيح واحد ، يدل على مثل ما دل عليه الذي قبله من التجمع والتراكم . يقال اعتكر الليل ، إذا اختلط سواده . قال :

                                                          [ ص: 106 ]

                                                          تطاول الليل علينا واعتكر



                                                          ويقال اعتكر المطر بالمكان ، إذا اشتد وكثر . واعتكرت الريح بالتراب ، إذا جاءت به .

                                                          ومن الباب : العكر . دردي الزيت . يقال عكر الشراب يعكر عكرا . وعكرته أنا جعلت فيه عكرا .

                                                          ومن الباب عكر على قرنه ، أي عطف; لأنه إذا فعل فهو كالمتضام إليه . قال :


                                                          يازمل إني إن تكن لي حاديا     أعكر عليك وإن ترغ لا نسبق



                                                          ويقال : ليس له معكر ، أي مرجع ومعطف . ويقال : المعكر : أصل الشيء . وهو القياس الصحيح; لأن كل شيء يتضام إلى أصله . ورجع فلان إلى عكره ، أي أصله . ويقولون : " عادت لعكرها لميس " . ومن الباب . العكر : القطيع الضخم من الإبل فوق الخمسمائة . قال :


                                                          فيه الصواهل والرايات والعكر



                                                          ويقال للقطعة عكرة ، والجمع عكر ، وربما زادوا في أعداد الحروف والمعنى واحد ، يقال : العكركر : اللبن الغليظ . قال :


                                                          فجاءهم باللبن العكركر     عض لئيم المنتمى والمفخر



                                                          [ ص: 107 ] وذكر ابن دريد : تعاكر القوم : اختلطوا في خصومة أو نحوها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية