الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عنز ) العين والنون والزاء أصلان صحيحان : أحدهما يدل على تنح وتعزل ، والآخر جنس من الحيوان .

                                                          فالأول : قولهم : اعتنز فلان ، أي تنحى وترك الناحية اعتنازا . ويقال : مالي عنه معتنز ، أي معتزل ، وأنشدوا :


                                                          كأني سهيل واعتناز محله تعرضه في الأفق ثم يجور



                                                          [ ص: 155 ] والأصل الآخر العنز : الأنثى من المعزى ومن الأوعال والظباء . ويقال للأنثى من أولاد الظباء عنز ، وثلاث أعنز ، والجمع عناز . قال أبو حاتم : لم أسمع في الغنم إلا ثلاث أعنز ، ولم أسمع العناز إلا في الظباء . ويقولون : العنز : ضرب من السمك . وربما قالوا للأنثى من العقبان عنز . قال بعضهم : العنز : العقاب . وكل ذلك مما حمل على العنز من الغنم .

                                                          ومما شذ عن هذا الباب وعن الأول : العنزة ، كهيئة العصا . وبه سمي عنزة من العرب .

                                                          ومن الباب الأول قولهم معنز الوجه ، إذا كان خفيف لحم الوجه . وهذا كأنه مشبه بالعنز من الغنم . ومن الأماكن عنيزة ، وهي أرض . قال مهلهل :


                                                          كأنا غدوة وبني أبينا     بجنب عنيزة رحيا مدير



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية