الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غرب ) الغين والراء والباء أصل صحيح ، وكلمه غير منقاسة لكنها متجانسة ، فلذلك كتبناه على جهته من غير طلب لقياسه .

                                                          فالغرب : حد الشيء . يقال : هذا غرب السيف . ويقولون : كففت من غربه ، أي أكللت حده وقولهم : استغرب الرجل ، إذا بالغ في الضحك ، ممكن أن يكون من هذا ، كأنه بلغ آخر حد الضحك . والغرب : الدلو العظيمة . والغربان من العين : مقدمها ومؤخرها . وغروب الأسنان : ماؤها . فأما الغروب فمجاري العين . قال :


                                                          مالك لا تذكر أم عمرو إلا لعينيك غروب تجري



                                                          والغرب أيضا بسكون الراء ، في قولهم : أتاه سهم غرب ، إذا لم يدر من رماه به .

                                                          وأما الغرب بفتح الراء ، فيقال إن الغرب : الراوية . والغرب : ما انصب من الماء عند البئر فتغيرت رائحته . قال ذو الرمة :


                                                          واستنشئ الغرب



                                                          [ ص: 421 ] والغرب : شجر . ويقولون - والله أعلم بصحته - : إن الغرب : إناء من ذهب أو فضة . وينشدون :


                                                          فدعدعا سرة الركي كما     دعدع ساقي الأعاجم الغربا



                                                          والغرب : الورم في المأق ، يقال منه غربت العين غربا . والغرب : عرق يسقي ولا ينقطع . والغربة : البعد عن الوطن ، يقال : غربت الدار . ومن هذا الباب : غروب الشمس ، كأنه بعدها عن وجه الأرض . وشأو مغرب ، أي بعيد . قال :


                                                          أعهدك من أولى الشبيبة تطلب     على دبر هيهات شأو مغرب



                                                          ويقولون : " هل من مغربة خبر " ، يريدون خبرا أتى من بعد .

                                                          وفي كتاب الخليل : " إذا أمعنت الكلاب في طلب الصيد قيل : غربت " . وفيه نظر .

                                                          والغارب : أعلى الظهر والسنام . يقال : ألقى حبله على غاربه ، إذا خلاه . والغراب معروف . والغرابان : نقرتان عند صلوي العجز من الفرس . والغراب : رأس الفأس . ورجل الغراب : نوع من الصر . قال الكميت :


                                                          صر رجل الغراب



                                                          [ ص: 422 ] والغربيب : الأسود ، كأنه مشتق من لون الغراب . والمغرب : الأبيض الأشفار من كل شيء . والغربي : الفضيخ من البسر ينبذ . والغربي : صبغ أحمر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية