الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فرى ) الفاء والراء والحرف المعتل عظم الباب قطع الشيء ، ثم يفرع منه ما يقاربه : من ذلك : فريت الشيء أفريه فريا ، وذلك قطعكه [ ص: 497 ] لإصلاحه . قال ابن السكيت : فرى ، إذا خرز . وأفريته ، إذا أنت قطعته للإفساد . قال في الفري :


                                                          ولأنت تفري ما خلقت وبع ض القوم يخلق ثم لا يفري



                                                          ومن الباب : فلان يفري الفري ، إذا كان يأتي بالعجب ، كأنه يقطع الشيء قطعا عجبا . قال :


                                                          قد كنت تفرين به الفريا



                                                          أي كنت تكثرين فيه القول وتعظمينه . ويقال : فرى فلان كذبا يفريه ، إذا خلقه . وتفرت الأرض بالعيون : انبجست . والفرى : الجبان ، سمي بذلك لأنه فري عن الإقدام ، أي قطع . والفرى أيضا : مثل الفري ، وهو العجب . والفرى : البهت والدهش ، يقال فري يفرى فرى . قال الشاعر :


                                                          وفريت من فزع فلا     أرمي وقد ودعت صاحب



                                                          ومن الباب الفروة التي تلبس . وقال قوم : إنما سميت فروة من قياس آخر ، وهو التغطية ، لذلك سميت فروة الرأس ، وهي جلدته . ومنه الفروة ، وهي الغنى [ ص: 498 ] والثروة . والفروة : كل نبات مجتمع إذا يبس . وفي الحديث : أن الخضر جلس على فروة من الأرض فاخضرت . فإن صح هذا فالباب على قياسين : أحدهما القطع ، والآخر التغطية والستر بشيء ثخين .

                                                          وأما المهموز فليس من هذا القياس ولا يقاس عليه غيره ، وهو الفرأ : حمار الوحش ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبي سفيان : كل الصيد في جوف الفرأ . وقال الشاعر :


                                                          بضرب كآذان الفراء



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية