الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عث ) العين والثاء أصلان صحيحان : أحدهما يدل على دويبة معروفة ، ثم يشبه بها غيرها ، والآخر يدل على نعمة في شيء .

                                                          فأما النعمة فقال الخليل : العثعث : الكثيب السهل . قال :


                                                          كأنه بالبحر من دون هجر بالعثعث الأقصى مع الصبح بقر



                                                          قال بعضهم : العثعث من العذاب واللبب ، وهما مسترق الرمل ومكتنزه . والعثعث من مكارم النبات . قال :


                                                          كأنها بيضة غراء خط لها في     عثعث ينبت الحوذان والعذما



                                                          ومن الباب أو قريب منه ، تسميتهم الغناء عثاثا ، وذلك لحسنه ودماثة اللفظ به . قال كثير :

                                                          [ ص: 27 ]

                                                          هتوفا إذا ذاقها النازعون     سمعت لها بعد حبض عثاثا



                                                          وعثعث الورك : ما لان منه . قال ذو الرمة :


                                                          تريك وذا غدائر واردات     يصبن عثاعث الحجبات سود



                                                          والأصل الآخر العثة ، وهي السوسة التي تلحس الصوف . يقال عثت الصوف وهي تعثه ، إذا أكلته . وتقول العرب :

                                                          عثيثة تقرم جلدا أملسا

                                                          يضرب مثلا للضعيف يجهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدر عليه .

                                                          ومما شبه بذلك قول أبي زيد : إن العثة من النساء الخاملة ، ضاوية كانت أو غير ضاوية ، وجمعها عثائث . وقال غيره : هي العجوز . وأنشد :


                                                          فلا تحسبني مثل من هو قاعد     على عثة أو واثق بكساد



                                                          ومما يحمل على هذا قولهم : فلان عث مال ، أي إزاؤه ، أي كأنه يلزمه كما تلزم العثة الصوف . ومنه عثعث بالمكان : أقام به . وعثعثت إلى فلان ، أي ركنت إليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية