قال : والتعمية : أن تعمي على إنسان شيئا فتلبسه عليه لبسا . وأما قول العجاج :
وبلد عامية أعماؤه
فإنه جعل عمى اسما ثم جمعه على الأعماء . ويقولون : " حبك الشيء يعمي ويصم " . ويقولون : " الحب أعمى " . وربما قالوا : أعميت الرجل إذا وجدته أعمى . قال :فأصممت عمرا وأعميته      عن الجود والفخر يوم الفخار  
وربما قالوا : العميان للعمى ، أخرجوه على مثال طغيان . ومن الباب العمية : الضلالة ، وكذلك العمية . وفي الحديث : إن الله - تعالى - قد أذهب عنكم عمية الجاهلية قالوا : أراد الكبر . وقيل : فلان في عمياء ، إذا لم يدر وجه الحق [ ص: 135 ] وقتيل عميا ، أي لم يدر من قتله . والعماية : الغواية ، وهي اللجاجة . ومن الباب العماء : السحاب الكثيف المطبق ، والقطعة منه عماءة . وقال الكسائي : هو في عماية شديدة وعماء ، أي مظلم .
وقال أهل اللغة : المعامي من الأرضين : الأغفال التي ليس بها أثر من عمارة .
ومنه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، لأكيدر : إن لنا المعامي وأغفال الأرض .
ومن الباب : العمي ، على وزن رمي ، وذلك دفع الأمواج القذى والزبد في أعاليها . وهو القياس ، لأن ذلك يغطي وجه الماء . قال :
لها زبد يعمي به الموج طاميا
والبعير إذا هدر عمى بلغامه على هامته عميا . قال :
يعمي بمثل الكرسف المسبخ
وتقول العرب . أتيته ظهرا صكة عمي ، إذا أتيته في الظهيرة . قال ابن الأعرابي : يراد حين يكاد الحر يعمي . وقال محمد بن يزيد المبرد : حين يأتي الظبي كناسه فلا يبصر من الحر . ويقال : العماء : الغبار . وينشد للمرار :
تراها تدور بغيرانها      ويهجمها بارح ذو عماء  
[ ص: 136 ]
				
						
						
