فالأول العجف ، وهو الهزال وذهاب السمن ، والذكر أعجف والأنثى عجفاء ، والجمع عجاف ، من الذكران والإناث . والفعل عجف يعجف وليس في كلام العرب أفعل مجموعا على فعال غير هذه الكلمة ، حملوها على لفظ سمان . وعجاف على فعال . ويقال أعجف القوم ، إذا عجفت مواشيهم وهم معجفون .
وحكى : شفتان عجفاوان ، أي لطيفتان قال الكسائي أبو عبيد : يقال عجف إذا هزل ، والقياس عجف; لأن ما كان على أفعل وفعلاء فماضيه فعل ، نحو عرج يعرج ، إلا ستة حروف جاءت على فعل ، وهي سمر ، وحمق ، ورعن ، وعجف ، وخرق .
وحكى في الأعجم : عجم . وربما اتسعوا في الكلام فقالوا : أرض عجفاء ، أي مهزولة لا خير فيها ولا نبات . ومنه قول الأصمعي الرائد : " وجدت أرضا عجفاء " . ويقولون : نصل أعجف ، أي دقيق . قال ابن أبي عائذ :
تراح يداه بمحشورة خواظي القداح عجاف النصال
[ ص: 237 ] وأما الأصل الثاني فقولهم : عجفت نفسي عن الطعام أعجفها عجفا ، إذا حبست نفسك عنه وهي تشتهيه . وعجفت غيري قليل . [ قال ] :
لم يغذها مد ولا نصيف ولا تميرات ولا تعجيف
ويقال : عجفت نفسي على المريض أعجفها ، إذا صبرت عليه ومرضته . [ قال ] :
إني وإن عيرتني نحولي لأعجف النفس على خليلي
أعرض بالود وبالتنويل