[ ص: 290 ]
فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافا ثم تحمل فتتئم
ومن الباب : اعترك القوم في القتال ، وذلك تمرس بعضهم ببعض وعرك بعضهم بعضا ، وذلك المكان معترك ومعتركة . وقال الخليل : رجل عرك وقوم عركون ، وهم الأشداء في الصراع .
ومن الباب وإنما زيد في حروفه ابتغاء زيادة في معناه - قولهم : عركرك ، أي غليظ شديد صبور . قال :
لا تشهد الورد بكل حائر إلا بفعم المنكبين حادر
عركرك يملأ عين الناظر
ويقال : رجل عرك : حلس لا يبرح القتال . وعريكة البعير : سنامه ، وذلك أن الحمل يعركه . قال : ذو الرمة
خفاف الخطى مطلنفئات العرائك
مطلنفئة : لاصقة بالأرض . ويقال : ناقة عروك ، مثل اللموس ، وذلك إذا كان عليها وبر فلا يرى طرقها تحت الوبر حتى يلمس . وعركت الشاة أيضا ، إذا جسستها . قال : ولا تكون المرة والمرتان عركا ، وإنما يكون ذلك إذا [ ص: 291 ] بولغ في الجس . وتقول : لقيته عركات ، أي مرات وهذا على معنى التمثيل بعركات الجس .
قال الخليل : والعرك : عرك المرفق الجنب ، من الضاغط يكون بالبعير . قال الطرماح :
قليل العرك يهجو مرفقاها
فأما قولهم : هو لين العريكة ، فقال الخليل : فلان لين العريكة ، إذا لم يكن ذا إباء ، وكان سلسا . وقال : العريكة : شدة النفس . قال : ابن الأعرابي
خرجها صوارم كل يوم فقد جعلت عرائكها تلين
خرجها : هذبها وأدبها كما يتخرج الإنسان ، وهذا كله راجع إلى ما تقدم ذكره من عريكة السنام .
فأما الملاحون فهم العرك ، يقال عركي للواحد وعرك للجمع ، مثل عربي وعرب . قال زهير :
يغشى الحداة بهم وعث الكثيب كما يغشي السفائن موج اللجة العرك
وإنما سموا عركا لمعاركتهم الماء والسفن .
[ ص: 292 ] ويقال : أرض معروكة ، إذا عركتها السائمة وأكلت نباتها .
ومن الباب : العراك في الورد . ويقال ماء معروك ، أي مزدحم عليه . وهو القياس ، لأن المورد إذا أورد إبله أجمع تزاحمت وتعاركت . قال لبيد :
فأوردها العراك ولم يذدها ولم يشفق على نغص الدخال
ومن أمثالهم : " عارك بجذع أو دع " .
فأما العارك فإنها الحائض ، وممكن أن يكون من قياسه أن تكون معانية ، لما تعانيه من نفاسها ودمها ، وكأنها تعارك شيئا . يقال امرأة عارك ونساء عوارك . قالت الخنساء :
لن تغسلوا أبدا عارا أظلكم غسل العوارك حيضا بعد إطهار
يقال منه : عركت تعرك عركا وعراكا فهي عارك .