فالأول قولهم : أغبطت عليه الحمى ، أي دامت . وأغبطت الرحل على ظهر البعير ، إذا أدمته عليه ولم تحطه عنه . ولذلك سمي الرحل غبيطا ، والجمع غبط . قال الحارث بن وعلة :
أم هل تركت نساء الحي ضاحية في قاعة الدار يستوقدن بالغبط
والأصل الآخر الغبط ، يقال : غبطت الشاة ، إذا جسستها بيدك تنظر بها سمن . قال :
إني وأتيي بجيرا حين أسأله كالغابط الكلب يرجو الطرق في الذنب
[ ص: 411 ] والثالث الغبط ، وهو حسد يقال إنه غير مذموم ، لأنه يتمنى ولا يريد زوال النعمة من غيره ، والحسد بخلاف هذا . وفي الدعاء . " اللهم غبطا لا هبطا " ، ومعناه اللهم [ نسألك أن ] نغبط ولا نهبط ، أي لا نحط .