[ ص: 444 ] فقرتهم الفاقرة ، وهي الداهية ، كأنها كاسرة لفقار الظهر . وبعض أهل العلم يقولون : الفقير : الذي له بلغة من عيش ويحتج بقوله :
أما الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبد
قال : فجعل له حلوبة ، وجعلها وفقا لعياله ، أي قوتا لا فضل فيه . وأما الفقير فإنه مخرج الماء من القناة ، وقياسه صحيح ، لأنه هزم في الأرض وكسر . وأما قولهم : أفقرك الصيد ، فمعناه أنه أمكنك من فقاره حتى ترميه . ويقال : فقرت البعير ، إذا حززت خطمه ثم جعلت على موضع الحز الجرير لتذله وتروضه . وأفقرتك ناقتي : أعرتك فقارها لتركبها . وقول القائل :
ما ليلة الفقير إلا شيطان
فالفقير ها هنا : ركي معروف . ويقال : فقرت للفسيل ، إذا حفرت له حين تغرسه ، وفقرت الخرز ، إذا ثقبته . وسد الله مفاقره ، أي أغناه وسد وجوه فقره . قال :
وإن الذي ساق الغنى لابن عامر لربي الذي أرجو لسد مفاقري