فأتانا يسعى تفرش أم ال بيض شدا وقد تعالى النهار
ومن ذلك : الفرش من الأنعام ، وهو الذي لا يصلح إلا للذبح والأكل . وقوله - عليه الصلاة والسلام - : قال قوم : أراد به الزوج . قالوا : والفراش في الحقيقة : المرأة ، لأنها هي التي توطأ ، ولكن الزوج أعير اسم المرأة ، كما اشتركا في الزوجية واللباس . قال الولد للفراش جرير :
باتت تعارضه وبات فراشها خلق العباءة في الدماء قتيل
[ ص: 487 ] ويقولون : أفرش الرجل صاحبه ، إذا اغتابه وأساء القول . حكاه أبو زكريا . وهذا قياس صحيح ، وكأنه توطأه بكلام غير حسن . ويقولون : الفراشة : الرجل الخفيف . وهذا على التشبيه أيضا ، لأنه شبه بفراشة الماء . قال قوم : هي الماء على وجه الأرض قبيل نضوبه ، فكأنه شيء قد فرش ; وكل خفيف فراشة . وقال قوم : الفراشة من الأرض : الذي نضب عنه الماء فيبس وتقشر .
ومن الباب : افترش السبع ذراعيه . ويقولون : افترش الرجل لسانه ، إذا تكلم كيف شاء . وفراش الرأس : طرائق دقاق تلي القحف . والفرش : دق الحطب . والفرش : الفضاء الواسع .
قال : " فلان كريم المفارش ، إذا تزوج كريم النساء " . وجمل مفرش : لا سنام له . وقال أيضا : أكمة مفترشة الظهر ، إذا كانت دكاء . ويقولون : ما أفرش عنه ، أي ما أقلع عنه . قال : ابن دريد
لم تعد أن أفرش عنها الصقله
وهذه الكلمة تبعد عن قياس الباب ، وأظنها من باب الإبدال ، كأنه أفرج . والفراشة : فراشة القفل . والفراش هذا الذي يطير ، وسمي بذلك لخفته .
[ ص: 488 ] ومما شذ عن هذا الأصل : الفريش من الخيل : التي أتى لوضعها سبعة أيام .