وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال: حدثني ابن إسحاق، القاسم بن عبد الرحمن بن رافع، أخو بني عدي بن النجار، قال: انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى ، عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله، في رجال من المهاجرين والأنصار، قد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تصنعون بالحياة بعده، فقوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، وبه سمي أنس بن مالك ".
[ ص: 246 ] قال حدثني والدي ابن إسحاق: إسحاق بن يسار ، عن أشياخ من بني سلمة قالوا: كان أعرج شديد العرج، وكان له أربعة بنون شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوجه إلى أحد قال له بنوه: إن الله عز وجل قد جعل لك رخصة، فلو قعدت فنحن نكفيك، فقد وضع الله عنك الجهاد، فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله، إن بني هؤلاء يمنعونني أن أخرج معك، ووالله عمرو بن الجموح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد" ، وقال لبنيه: "وما عليكم أن تدعوه لعل الله عز وجل يرزقه الشهادة" ، فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل يوم إني لأرجو أن أستشهد معك فأطأ بعرجتي هذه في الجنة، أحد شهيدا.
قال وقد كان ابن إسحاق: حنظلة بن أبي عامر التقى هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود، وكان يقال له: ابن شعوب، قد علا أبا سفيان، فضربه شداد فقتله ".
قال حدثني ابن إسحاق: ، عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن صاحبكم لتغسله الملائكة، يعني حنظلة، فسلوا أهله: ما شأنه؟ فسئلت صاحبته فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهائعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لذلك غسلته الملائكة".
[ ص: 247 ] قال حدثني ابن إسحاق: الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، ، أنه كان يقول: أخبروني عن أبي هريرة فإذا لم يعرفه الناس سألوه، فقال: أصيرم، من رجل دخل الجنة لم يصل قط، بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش، فقال لي الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد: وكيف كان شأن أصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام، فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد بدا له الإسلام، فأسلم ثم أخذ سيفه فغدا على الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة، فخرج رجال بني عبد الأشهل يتفقدون رجالهم، فوجدوه في القتلى في آخر رمق، فقالوا: والله لقد عهدناك وإنك لتنكر هذا الحديث فما جاء بك؟ أرغبة في الإسلام أم حدب على قومك؟ فقال لهم: جئت رغبة في الإسلام، فأصابني ما ترون، فلم يبرحوا حتى مات، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال: "هو من أهل الجنة" . عن
وقد روي هذا موصولا بتمامه.