من ذلك عقد البناء ، والجمع أعقاد وعقود . قال الخليل : ولم أسمع له فعلا . ولو قيل عقد تعقيدا ، أي بنى عقدا لجاز . وعقدت الحبل أعقده عقدا ، وقد انعقد ، وتلك هي العقدة .
ومما يرجع إلى هذا المعنى لكنه يزاد فيه للفصل بين المعاني : أعقدت العسل وانعقد ، وعسل عقيد ومنعقد . قال :
كأن ربا سال بعد الإعقاد على لديدي مصمئل صلخاد
وعاقدته مثل عاهدته ، وهو العقد والجمع عقود . قال الله - تعالى : أوفوا بالعقود ، والعقد : عقد اليمين ، [ ومنه ] قوله - تعالى : ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان . وعقدة النكاح وكل شيء : وجوبه وإبرامه . والعقدة في البيع : إيجابه . والعقدة : الضيعة ، والجمع عقد . يقال اعتقد فلان عقدة ، أي اتخذها . واعتقد مالا وأخا ، أي اقتناه . وعقد قلبه على كذا فلا ينزع عنه . واعتقد الشيء : [ ص: 87 ] صلب . واعتقد الإخاء : ثبت . والعقيد : طعام يعقد بعسل . والمعاقد : مواضع العقد من النظام . قال :
معاقد سلكه لم توصل
وعقد القلادة ما يكون طوار العنق ، أي مقداره . قال الدريدي : " المعقاد خيط تنظم فيه خرزات " .
قال الخليل : عقد الرمل : ما تراكم واجتمع ، والجمع أعقاد . وقلما يقال عقد وعقدات ، وهو جائز . قال : ذو الرمة
بين النهار وبين الليل من عقد على جوانبه الأسباط والهدب
ومن أمثالهم : " أحمق من ترب العقد " يعنون عقد الرمل; وحمقه أنه لا يثبت فيه التراب ، إنما ينهار . و " هو أعطش من عقد الرمل " ، و " أشرب من عقد الرمل " أي إنه يتشرب كل ما أصابه من مطر ودثة .
قال الخليل : ناقة عاقد ، إذا عقدت .
قال : العقدة من الشجر : ما يكفي المال سنته . قال غيره : [ ص: 88 ] العقدة من الشجر : ما اجتمع وثبت أصله . ويقال للمكان الذي يكثر شجره عقدة أيضا . وكل الذي قيل في عقدة الشجر والنبت فهو عائد إلى هذا . ولا معنى لتكثير الباب بالتكرير . ابن الأعرابي
ويقولون : " هو آلف من غراب العقدة " . ولا يطير غرابها . والمعنى أنه يجد ما يريده فيها .
ويقال : اعتقدت الأرض حيا سنتها ، وذلك إذا مطرت حتى يحفر الحافر الثرى فتذهب يده فيه حتى يمس الأرض بأذنه وهو يحفر والثرى جعد .
قال : عقد الدور والأرضين مأخوذة من عقد الكلأ; لأن فيها بلاغا وكفاية . وعقد الكرم ، إذا رأيت عوده قد يبس ماؤه وانتهى . وعقد الإفط . ويقال إن عكد اللسان ، ويقال له عقد أيضا ، هو الغلظ في وسطه . وعقد الرجل ، إذا كانت في لسانه عقدة ، فهو أعقد . ابن الأعرابي
ويقال ظبية عاقد ، إذا كانت تلوي عنقها ، والأعقد من التيوس والظباء : الذي في قرنه عقدة أو عقد ، قال النابغة في الظباء العواقد :
ويضربن بالأيدي وراء براغز حسان الوجوه كالظباء العواقد
ولو أني أشاء حدوت قولا على أعلامه المتبينات
[ ص: 89 ] لأعقد مقرف الطرفين بيني عشيرته له خزي الحياة
يقال إن الأعقد الكلب ، شبهه به .
ومن الباب : ناقة معقودة القرى ، أي موثقة الظهر . وأنشد :
موترة الأنساء معقودة القرى ذقونا إذا كل العتاق المراسل
وجمل عقد ، أي ممر الخلق . قال النابغة :
فكيف مزارها إلا بعقد ممر ليس ينقضه الخؤون
بأسواط قوم عاقدين النواصيا
ويقال : تعاقدت الكلاب ، إذا تعاظلت . قال الدريدي : " عقد فلان كلامه ، إذا عماه وأعوصه " . ويقال : إن المعقد الساحر . قال :
يعقد سحر البابليين طرفها مرارا وتسقينا سلافا من الخمر
وإنما قيل ذلك لأنه يعقد السحر . وقد جاء في كتاب الله - تعالى : ومن شر النفاثات في العقد : من السواحر اللواتي يعقدن في الخيوط . ويقال إذا أطبق الوادي على قوم فأهلكهم : عقد عليهم .
[ ص: 90 ] ومما يشبه هذا الأصل قولهم للقصير أعقد . وإنما قيل له ذلك لأنه كأنه عقدة . والعقد : القصار . قال :
ماذية الخرصان زرق نصالها إذا سددوها غير عقد ولا عصل