يَا أُمَّ طَلْحَةَ إِنَّ الْبَيْنَ قَدْ أَفْدَى قَلَّ الثَّوَاءُ لَئِنْ كَانَ الرَّحِيلُ غَدًا
كَانَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الصَّفَا أَنِيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سَامِرُ
أَلَيْسَ عِنْدَكَ شُكْرٌ لِلَّتِي جَعَلَتْ مَا ابْيَضَّ مِنْ قَادِمَاتِ الرَّأْسِ كَالْحُمَمِ
وَجَدَّدَتْ مِنْكَ مَا قَدْ كَانَ أَخْلَقَهُ طُولُ الزَّمَانِ وَصَرْفُ الدَّهْرِ وَالْقِدَمْ
يا أم طلحة إن البين قد أفدى قل الثواء لئن كان الرحيل غدا
كان لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر
أليس عندك شكر للتي جعلت ما ابيض من قادمات الرأس كالحمم
وجددت منك ما قد كان أخلقه طول الزمان وصرف الدهر والقدم