الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأشد الأسباب لإثارة نار الحقد بين الإخوان المماراة والمنافسة فإنها عين التدابر والتقاطع فإن التقاطع يقع أولا بالآراء ثم بالأقوال ثم بالأبدان .

وقال عليه السلام : لا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحرمه ولا يخذله بحسب المرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم .

التالي السابق


(وأشد الأسباب لإثارة نار الحقد بين الإخوان المماراة والمناقشة) أي: الاستقصاء (فإنها عين التدابر والتقاطع فإن التقاطع يقع أولا بالآراء [ ص: 219 ] ثم بالأقوال ثم بالأبدان) وكل ذلك منهي عنه (وقد قال - صلى الله عليه وسلم-: لا تدابروا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا) . وهذا بعض من حديث أبي هريرة السابق، وذكره قبل هذا بنحو سبعة أحاديث: "إياكم وسوء الظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا". إلى آخره وأوله. متفق عليه من حديثه كما تقدم .

وروى الطبراني في الكبير من حديث أبي أيوب: "لا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا، هجرة المؤمنين ثلاث، فإن تكلما وإلا أعرض الله عز وجل عنهما حتى يتكلما" .

وأخرج مالك والطيالسي وأحمد والشيخان وأبو داود والترمذي من حديث أنس: "لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف من حديث أبي بكر: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا"، وروى أحمد ومسلم من حديث أبي هريرة: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا".

(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحرمه ولا يخذله) وفي رواية: "لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا. وأشار إلى صدره" (بحسب المرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم) كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه .




الخدمات العلمية