الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وهذا أيضا قد يشك في أن صاحبها هل يرضى به أم لا ، فما هو في محل الشك والأصل تحريمه فهو حرام وتركه من الدرجة الأولى .

ومن ذلك التورع عن الزينة لأنه يخاف منها أن تدعو إلى غيرها وإن كانت الزينة مباحة في نفسها .

وقد سئل أحمد بن حنبل عن النعال السبتية فقال : أما أنا فلا أستعملها ولكن إن كان للطين فأرجو وأما ، من أراد الزينة فلا .

التالي السابق


(وهذا أيضا قد يشك في صاحبه يرضى به أم لا، فما هو في محل الشك والأصل تحريمه فهو حرام وتركه من الدرجة الأولى) ، وهو ورع العدول، (ومن ذلك التورع عن الزينة ) من لبسة أو حلية أو هيئة; (لأنه يخاف منها أن تدعو إلى غيرها) ، وتجر إليه (وإن كانت الزينة مباحة في نفسها) لقوله تعالى: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، (وقد سئل أحمد بن حنبل ) رحمه الله تعالى (عن) لبس (النعال السبتية) ، وهي التي [ ص: 28 ] لا شعر عليها من قولهم: سبت رأسه سبتا، إذا حلق، (فقال: أما أنا لا أستعملها ولكن إن كان للطين) ، أي: للوقاية عنه (فأرجو، أما من أراد الزينة فلا) ، ولفظ القوت: قال المروذي : سألت أبا عبد الله عن الرجل يلبس النعل السبتي فقال: أما أنا فلا أستعملها، ولكن إذا كان للمخرج والطين فأرجو، وأما من أراد الزينة فلا، ورأى نعلا سنديا على باب المخرج فسألني: لمن هي؟ فأخبرته، قال: يتشبه بأولاد لوط، يعني صاحبها. سألت أبا عبد الله قلت: أمروني في المنزل أن أشتري نعلا سنديا للصبية، قال: لا تشتر، قلت: تكرهه للصبيان والنساء، قال: نعم أكرهه .

زياد بن أيوب قال: كنت عند سعيد بن عياض فأتاه صبي ابن بنته وفي رجله نعل سندي، فقال: من ألبسك هذا؟ قال: أبي، قال: اذهب إلى أمك تنزعها اهـ .




الخدمات العلمية