الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن تتمة الانبساط وترك التكلف أن يشاور إخوانه في كل ما يقصده ويقبل إشاراتهم فقد قال تعالى وشاورهم في الأمر وينبغي أن لا يخفي عنهم شيئا من أسراره كما روي أن يعقوب ابن أخي معروف قال : جاء أسود بن سالم إلى عمي معروف وكان مواخيا له فقال : إن بشر بن الحارث يحب مؤاخاتك وهو يستحي أن يشافهك بذلك وقد أرسلني إليك يسألك أن تعقد له فيما بينك وبينه أخوة يحتسبها ويعتد بها إلا أنه يشترط فيها شروطا لا يحب أن يشتهر بذلك ولا ، يكون بينك وبينه مزاورة ولا ملاقاة ؛ فإنه يكره كثرة الالتقاء ، فقال معروف أما أنا لو آخيت أحدا لم أحب مفارقته ليلا ولا نهارا ولزرته في كل وقت وآثرته على نفسي في كل حال .

التالي السابق


(ومن تتمة الانبساط وترك التكليف أن يشاور إخوانه في كل ما يقصده) من الأمور المتعلقة به [ ص: 244 ] (ويقبل إشارتهم) إذا أشاروا عليه بشيء ما لم يكن مضرا في الدين (فقد قال تعالى) في كتابه العزيز مخاطبا لحبيبه -صلى الله عليه وسلم-: ( وشاورهم في الأمر ) يعني أصحابك (ولا ينبغي أن يخفي عنهم شيئا من أسراره) الباطنة .

(كما روي عن يعقوب ابن أخي) أبي محفوظ (معروف) بن فيروز الكرخي قدس سره (قال: جاء أسود بن سالم إلى عمي معروف) الكرخي (وكان مواخيا له فقال: إن) أبا نصر (بشر بن الحارث) الحافي قدس سره (يحب مواخاتك وهو يستحي أن يشافهك بذلك وقد أرسلني إليك) يسألك (أن تعقد له فيما بينك وبينه أخوة يحتسبها ويعتد بها إلا أنه يشترط فيها شروطا لا يحب أن يشتهر بذلك، أن لا يكون بينك وبينه مزاورة ولا ملاقاة؛ فإنه يكره كثرة الالتقاء، فقال معروف) قدس سره: (وأما أنا إذا أحببت أحدا لم أحب مفارقته ليلا ولا نهارا ولزرته في كل وقت ولآثرته على نفسي) وفي بعض نسخ القوت: أما أنا لو أحببته لم أحب أن أفارقه ليلا ولا نهارا ولأزورنه في كل وقت ولأوثرنه على نفسي (في كل حال) .




الخدمات العلمية