وقال صلى الله عليه وسلم : ما زار رجل رجلا في الله شوقا إليه ورغبة في لقائه إلا ناداه ملك من خلفه : طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة .
" وقال صلى الله عليه وسلم : إن رجلا زار أخا له في الله فأرصد الله له ملكا فقال : أين تريد قال ؟ : أريد أن أزور أخي فلانا ، فقال : لحاجة لك عنده قال ؟ : لا ، قال : لقرابة بينك وبينه ؟ قال : لا ، قال: فبنعمة له عندك ؟ قال : لا ، قال فبم : ؟ قال : أحبه في الله ، قال .
فإن : الله أرسلني إليك يخبرك بأنه يحبك لحبك إياه ، وقد أوجب لك الجنة .
وقال صلى الله عليه وسلم : أوثق عرى الإيمان الحب في الله ، والبغض في الله .
فلهذا يجب أن يكون للرجل أعداء يبغضهم في الله كما يكون له أصدقاء وإخوان يحبهم في الله .
ويروى أن الله تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء أما زهدك في الدنيا فقد تعجلت الراحة ، وأما انقطاعك إلي فقد تعززت بي ، ولكن هل عاديت في عدوا أو هل ؟ واليت في وليا .
؟ وقال صلى الله عليه وسلم : اللهم لا تجعل لفاجر علي منة فترزقه مني محبة .
ويروى أن الله تعالى أوحى إلى عيسى عليه السلام لو أنك عبدتني بعبادة أهل السموات والأرض وحب في الله ليس ، وبغض في الله ليس ، ما أغنى عنك ذلك شيئا وقال عيسى عليه السلام : تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم ، والتمسوا رضا الله بسخطهم ، قالوا : يا روح الله ، فمن نجالس ؟ قال : جالسوا من تذكركم الله رؤيته ، ومن يزيد في عملكم كلامه ، ومن يرعبكم في الآخرة عمله .
وروي في الأخبار السالفة إن الله عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام .
يا ابن عمران كن يقظانا وارتد لنفسك إخوانا وكل خدن وصاحب لا يوازرك على مسرتي فهو لك عدو وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام فقال يا داود ما لي أراك منتبذا وحيدا قال : إلهي قليت الخلق من أجلك فقال : يا داود كن يقظانا وارتد لنفسك أخدانا وكل ، خدن لا يوافقك على مسرتي فلا تصاحبه ، فإنه لك عدو يقسي قلبك ، ويباعدك مني .
وفي أخبار داود عليه السلام أنه قال : يا رب كيف لي أن يحبني الناس كلهم وأسلم فيما بيني وبينك ؟ قال : خالق الناس بأخلاقهم وأحسن فيما بيني وبينك .
وفي بعضها :خالق أهل الدنيا بأخلاق الدنيا ، وخالق أهل الآخرة بأخلاق الآخرة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أحبكم إلى الله الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الإخوان .
وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله ملكا نصفه من النار ونصفه من الثلج يقول : اللهم كما ألفت بين الثلج والنار كذلك ألف بين قلوب عبادك الصالحين .


