فإذن بدفع ذم الأعداء وتعنت المتعنتين واجب في عقد الأخوة . حماية الأخوة
وقد ، قال لا تذكر أخاك في غيبته إلا كما تحب أن يذكرك في غيبتك . مجاهد
فإذن لك فيه معياران : أحدهما : أن تقدر أن الذي قيل فيه لو قيل فيك وكان أخوك حاضرا ما الذي كنت تحب أن يقوله أخوك فيك فينبغي أن تعامل المتعرض لعرضه به .
والثاني : أن تقدر أنه حاضر من وراء جدار يسمع قولك ويظن أنك لا تعرف حضوره فما كان يتحرك في قلبك من النصرة له بمسمع منه ومرأى فينبغي أن يكون في مغيبه كذلك ، فقد قال بعضهم : ما ذكر أخ لي بغيب إلا تصورته جالسا فقلت فيه ما يحب أن يسمعه لو حضر وقال آخر : ما ذكر أخ لي إلا تصورت نفسي في صورته فقلت فيه مثل ما أحب أن يقال في .
وهذا من صدق الإسلام وهو أن لا يرى لأخيه إلا ما يراه لنفسه .
وقد نظر إلى ثورين يحرثان في فدان فوقف أحدهما يحك جسمه فوقف الآخر فبكى وقال هكذا الإخوان في الله يعملان لله فإذا وقف أحدهما وافقه الآخر . أبو الدرداء