والصفات الذميمة عقارب وحيات وهي في الآخرة مهلكات فإنها تلدغ القلوب والأرواح وألمها أشد مما يلدغ الظواهر والأجساد وهي مخلوقة من نار الله الموقدة .
ولذلك كان رضي الله عنه يستهدي ذلك من إخوانه ويقول : رحم الله امرأ أهدى إلى أخيه عيوبه ولذلك قال عمر عمر لسلمان وقد قدم عليه ما الذي بلغك عني مما تكره فاستعفى ؟ فألح عليه فقال : بلغني أن لك حلتين تلبس إحداهما بالنهار والأخرى بالليل وبلغني أنك تجمع بين إدامين على مائدة واحدة ، فقال عمر رضي الله عنه : أما هذان فقد كفيتهما فهل بلغك غيرهما ؟ فقال : لا .
وكتب المرعشي إلى حذيفة بلغني أنك بعت دينك بحبتين وقفت على صاحب لبن فقلت بكم هذا فقال : بسدس فقلت له : لا بثمن ، فقال هو لك وكان يعرفك . يوسف بن أسباط
اكشف عن رأسك قناع الغافلين وانتبه عن رقدة الموتى واعلم أن من قرأ القرآن ولم يستغن وآثر الدنيا لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين وقد وصف الله تعالى الكاذبين ببعضهم للناصحين ؛ إذ قال : ولكن لا تحبون الناصحين وهذا في عيب هو غافل عنه ، فأما ما علمت أنه يعلمه من نفسه فإنما هو مقهور عليه من طبعه فلا ينبغي أن يكشف فيه ستره إن كان يخفيه وإن كان يظهره فلا بد من بالتعريض مرة وبالتصريح أخرى إلى حد لا يؤدي إلى الإيحاش فإن علمت أن النصح غير مؤثر فيه وأنه مضطر من طبعه إلى الإصرار عليه فالسكوت عنه أولى ، وهذا كله فيما يتعلق بمصالح أخيك في دينه أو دنياه أما ، ما يتعلق بتقصيره في حقك ، فالواجب فيه الاحتمال والعفو والصفح والتعامي عنه والتعرض لذلك ليس من النصح في شيء ، نعم إن كان بحيث يؤدي استمراره عليه إلى القطيعة . التلطف في النصح