الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
(ومن nindex.php?page=treesubj&link=32485ثمرات المودة في الله) -عز وجل- (ألا يكون مع حسد) أي: لا يحسده (في دين ودنيا) أي: عليهما جميعا كما لا يحسد نفسه عليهما (وكيف يحسد وكل ما فيه لأخيه فإليه ترجع فائدته) وأن يؤثره بالدين والدنيا إذا كان محتاجا إليهما كنفسه، وهذان شرطان في الحب في الله -عز وجل- و (به) أي: بالشرط الأول (وصف الله المحبين في الله) -عز وجل- (فقال:) nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9يحبون من هاجر إليهم ثم وصف حقيقة محبتهم؛ إذ كان لا يصف إلا حقا ولا يمدح إلا حقا، فقال ( nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ) يعني مما أوتي أحبابهم من دين ودنيا، ثم قال في الشرط الثاني: ( nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) فهذا فصل الخطاب ونعت الأحباب (ووجود الحاجة) في هذا الموضع (الحسد) كما لا يجدون هم في صدورهم لأنفسهم حسدا، فهذه حقيقة الوجود، وأما الشرط الثاني الذي هو الإيثار، فإن كان مع احتياج فهو مقام الصديقين أو يساويه، وهو من مقام الصادقين أو يواسيه فهو أخلاق المؤمنين وهذا أقل منازل الآخرة، وقد تقدمت الإشارة إليه في سياق المصنف عند ذكر قصة nindex.php?page=showalam&ids=3402سعد بن الربيع مع nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهما- .