الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فهذا جامع حقوق الصحبة وقد أجملناه مرة وفصلناه أخرى ، ولا يتم ذلك إلا بأن تكون على نفسك للإخوان ولا تكون لنفسك عليهم وأن تنزل نفسك منزلة الخادم لهم فتقيد بحقوقهم جميع جوارك .

أما البصر فبأن تنظر إليهم نظر مودة يعرفونها منك وتنظر إلى محاسنهم وتتعامى عن عيوبهم ولا تصرف بصرك عنهم في وقت إقبالهم عليك وكلامهم معك .

روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يعطي كل من جلس إليه نصيبا من وجهه وما استصغاه أحد إلا ظن أنه أكرم الناس عليه حتى كان مجلسه وسماعه وحديثه ولطيف مسألته وتوجهه للجالس إليه .

وكان مجلسه مجلس حياء وتواضع وأمانة وكان عليه السلام أكثر الناس تبسما وضحكا في وجوه أصحابه وتعجبا مما يحدثونه به وكان ضحك أصحابه ، عنده التبسم اقتداء منهم بفعله وتوقيرا له عليه السلام .

.

التالي السابق


(فهذا جامع حقوق الصحبة وقد أجملناه مرة وفصلناه أخرى، ولا يتم ذلك إلا بأن تكون على نفسك للإخوان ولا تكون لنفسك عليهم) وهذا قد تقدم قريبا عند ذكر قول بعضهم: صحبت الناس خمسين سنة فما وقع بيني وبينهم خلاف لأني كنت معهم على نفسي، (وأن تنزل نفسك عندهم منزلة الخادم لهم فتقيد بحقوقهم جميع جوارحك) الظاهرة (أما النظر فبأن تنظر إليهم نظرة مودة) وكمال (يعرفونها منك) فقد أخرج الحكيم من حديث أبي عمرو: "من نظر إلى أخيه نظر ود غفر الله له" (و) أن (تنظر إلى محاسنهم) وشمائلهم الحسنة (وتتعامى عن عيوبهم) ففيه جبر لخواطرهم .

(روي) في الخبر (أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يعطي كل من جلس إليه نصيبه من وجهه وما استصغاه أحد إلا ظن أنه أكرم الناس عليه حتى كان مجلسه في سمعه وحديث ولطيف مسألته وتوجهه للجالس إليه، وكان مجلسه مجلس حياء وتواضع وأمانة) .

قال العراقي: رواه الترمذي في الشمائل من حديث علي في أثناء حديث فيه: "يعطي كل جلسائه نصيبهم لا يحسب جليسهم أن أحدا أكرم عليه ممن جالسهم، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول" ثم قال: مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة .

(وكان -صلى الله عليه وسلم- أكثر الناس تبسما وضحكا إلى وجوه أصحابه مما يتحدثون به، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم اقتداءا منهم بفعله وتوقيرا له صلى الله عليه وسلم) وفي حديث علي المتقدم وذكره عند الترمذي: "يضحك مما يضحكون ويتعجب مما يتعجبون منه". وللترمذي من حديث عبد الله بن الحارث ابن جزء: "ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وقال: غريب .




الخدمات العلمية