الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها أن لا يدخل على أحد منهم إلا بإذنه بل يستأذن ثلاثا فإن لم يؤذن له انصرف .

قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الاستئذان ثلاث فالأولى يستنصتون والثانية يستصلحون والثالثة يأذنون أو يردون .

التالي السابق


(ومنها أن لا يدخل على أحد منهم إلا بإذنه حتى يستأذن ثلاثا) أي: ثلاث مرات (فإن لم يؤذن له وإلا انصرف) لقوله تعالى: وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم (قال أبو هريرة) - رضي الله عنه- (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الاستئذان) وهو طلب الإذن للدخول (ثلاث) من المرات (فالأولى يستنصتون) أي: أهل المنزل الاستئذان عليهم (والثانية يستصلحون) أي: يصلحون المكان لجلوسه أو يصلحون عليهم ثيابهم ونحو ذلك (والثالثة يأذنون) للمستأذن عليهم (أو يردون عليه بالمنع) وهذا الحديث يبين أن المستأذن لا يشرع له طرق الباب لكن محله من قرب محله من بابه، أما من بعد من الباب حيث لا يبلغه الصوت فيدق عليه الباب. قال العراقي: رواه الدارقطني في الأفراد بسند ضعيف .

وفي الصحيحين من حديث أبي موسى: "الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا ارجع" اهـ .

قلت: في سند الدارقطني عمرو بن عمران السدوسي، قال في الميزان: مجهول وقال الأزدي: منكر الحديث، أحد المتروكين، ثم ساق له هذا الخبر فما أنكر عليه، وأما حديث أبي موسى فقد رواه الشيخان أيضا من حديث أبي سعد، ورواه الترمذي عنهما كذلك، ولما روى أبو سعيد هذا الخبر لعمر -رضي الله عنه- قال: لتأتيني عليه ببينة وإلا فعلت وفعلت، فأتى بأبي سعيد، وفي رواية بأبي بن كعب، فقال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوله: يا ابن الخطاب فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله، فقال: أحببت أن أتثبت.



(تنبيه)

اختلف، هل السلام شرط في الاستئذان أم لا؟ قال المازري: صورة الاستئذان أن يقول: السلام عليكم أأدخل؟ ثم هو مخير بين أن يعمي نفسه أو لا، وفيه أنه قد لا تجوز الزيادة على الثلاث في الاستئذان، نعم؛ إن علم أنه لم يسمع زاد على الأصح عند الشافعية .




الخدمات العلمية