الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها أن يستر عورات المسلمين كلهم قال صلى الله عليه وسلم : من ستر على مسلم ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة وقال : لا يستر عبد عبدا إلا ستره الله يوم القيامة وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه لا يرى المؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه إلا دخل الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم لماعز لما أخبره لو سترته بثوبك كان خيرا لك .

التالي السابق


(ومنها أن يستر عورات المسلمين كلهم) بالإغضاء عنهم وعدم إفشاء أسرارهم (قال -صلى الله عليه وسلم-: من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة) .

قال العراقي: رواه مسلم من حديث أبي هريرة وللشيخين من حديث ابن عمرو "من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" قلت: وحديث ابن عمر هذا رواه أيضا الخرائطي في مكارم الأخلاق، ويروى "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة" رواه أحمد والبيهقي وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج وأبو نعيم والخطيب من حديث مسلمة بن مخلد.

وروى أحمد عن رجل من الصحابة "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة".

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: لا يستر عبد عبدا إلا ستره الله يوم القيامة) .

قال العراقي: رواه مسلم من حديث أبي هريرة، قلت: وكذلك رواه البيهقي في الشعب .

(وقال أبو سعيد الخدري) رضي الله عنه (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يرى امرؤ في أخيه عورة فسترها عليه إلا دخل الجنة) .

قال العراقي: رواه الطبراني في الأوسط والصغير والخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له بسند ضعيف، قلت: وفي رواية: "فيسترها عليه" وفي أخرى: "إلا أدخل الجنة" وكذلك رواه عبد بن حميد ورواه ابن النجار من حديث عقبة بن عامر بلفظ: أدخله، ورواه الطبراني في الكبير بلفظ المصنف من حديث عقبة بن عامر.

(وقال -صلى الله عليه وسلم- لماعز) هو ابن مالك الأسلمي (لما أخبره) عن قصته (لو سترته بثوبك كان خيرا لك) .

قال العراقي: رواه أبو داود والنسائي من حديث نعيم بن هزال، والحاكم من حديث هزال نفسه، وقال: صحيح الإسناد، ونعيم مختلف في صحبته، قلت: هذه القصة ساقها ابن الأثير وهو في جزء ابن الطلاية، ونعيم بن هزال الأسلمي نزل المدينة وروى عنه ابنه قصة ماعز، وقيل: الصحبة لأبيه هزال بن يزيد الأسلمي، وهو الذي قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك" كذا في صحيح ابن فهد، وهكذا رواه أحمد والطبراني في الكبير من طريق يزيد بن نعيم عن أبيه .

وروى ابن سعد في الطبقات من طريق يزيد بن نعيم عن أبيه عن جده "بئسما صنعت بيتيمك، لو سترت عليه بطرف ردائك لكان خيرا لك".




الخدمات العلمية