ومنها أن يشفع لكل من له حاجة من المسلمين إلى من له عنده منزلة ويسعى في قضاء حاجته بما يقدر عليه قال صلى الله عليه وسلم إني أوتى وأسأل وتطلب إلي الحاجة وأنتم عندي فاشفعوا لتؤجروا ويقضي الله على يدي نبيه ما أحب .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشفعوا إلي لتؤجروا إني أريد الأمر وأؤخره كي تشفعوا إلي فتؤجروا وقال صلى الله عليه وسلم : ما من صدقة أفضل من صدقة اللسان قيل : وكيف ذلك ؟ قال : الشفاعة يحقن بها الدم وتجر بها المنفعة إلى آخر ويدفع بها المكروه عن آخر .

وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه خلفها وهو يبكي ودموعه تسيل على لحيته ، فقال صلى الله عليه وسلم للعباس ألا تعجب من شدة حب مغيث لبريرة وشدة بغضها له فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو راجعته فإنه أبو ولدك ، فقالت : يا رسول الله أتأمرني فأفعل فقال : لا إنما أنا شافع .

وَمِنْهَا أَنْ يَشْفَعَ لِكُلِّ مَنْ لَهُ حَاجَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَنْ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ وَيَسْعَى فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أُوتَى وَأُسْأَلُ وَتُطْلَبُ إِلَيَّ الْحَاجَةُ وَأَنْتُمْ عِنْدِي فَاشْفَعُوا لِتُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى يَدَيْ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ .

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اشْفَعُوا إِلَيَّ لِتُؤْجَرُوا إِنِّي أُرِيدُ الْأَمْرَ وَأُؤَخِّرُهُ كَيْ تَشْفَعُوا إِلَيَّ فَتُؤْجَرُوا وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةِ اللِّسَانِ قِيلَ : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الشَّفَاعَةُ يُحْقَنُ بِهَا الدَّمُ وَتَجُرُّ بِهَا الْمَنْفَعَةَ إِلَى آخَرَ وَيَدْفَعُ بِهَا الْمَكْرُوهَ عَنْ آخَرَ .

وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ خَلْفَهَا وَهُوَ يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ شِدَّةِ حُبِّ مُغِيثٍ لِبَرِيرَةَ وَشِدَّةِ بُغْضِهَا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ رَاجَعْتُهُ فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْمُرُنِي فَأَفْعَلُ فَقَالَ : لَا إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ .

التالي السابق

عرض الحاشية

(وَمِنْهَا أَنْ يَشْفَعَ لِكُلِّ مَنْ لَهُ حَاجَةٌ مِنْ) إِخْوَانِهِ (الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ) كُلِّ (مَنْ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ) وَجَاهٌ (يَسْعَى فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ) وَإِتْمَامِ مُرَادِهِ مِمَّا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيُمْكِنُهُ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنِّي أُوتَى وَأُسْأَلُ) أَيْ: يَأْتُونِي النَّاسُ وَيَسْأَلُونِي (وَتُطْلَبُ إِلَيَّ الْحَاجَةُ وَأَنْتُمْ عِنْدِي) أَيْ: حَاضِرُونَ (فَاشْفَعُوا لِتُأْجَرُوا وَيَقْضِيَ اللَّهُ عَلَى يَدِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ) بِوَحْيٍ أَوْ إِلْهَامِ مَا قُدِّرَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ عَطَاءٍ أَوْ حِرْمَانٍ أَوْ مَا أَحَبَّ مِنْ مُوجِبَاتِ قَضَاءِ الْحَاجَةِ أَوْ عَدَمِهَا .

قَالَ الْعِرَاقِيُّ: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبُو مُوسَى نَحْوَهُ، قُلْتُ: أَخْرَجَاهُ مِنْ طَرِيقِ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: إِذَا جَاءَ السَّائِلُ أَوْ طَلَبْتَ إِلَيْهِ حَاجَةً، قَالَ: فَذَكَرُهُ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنِّسَائِيُّ كُلُّهُمْ فِي الْأَدَبِ "كَانَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ وَقَالَ: اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا أَوْ يَقْضِيَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ" وَفِي لَفْظٍ لِأَبِي دَاوُدَ "يَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ" وَهِيَ مُوَضَّحَةٌ لِمَعْنَى رِوَايَةِ الصَّحِيحَيْنِ .

(وَقَالَ مُعَاوِيَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اشْفَعُوا إِلَيَّ تُؤْجَرُوا إِنِّي أُرِيدُ الْأَمْرَ فَأُؤَخِّرُهُ كَيْ تَشْفَعُوا إِلَيَّ فَتُؤْجَرُوا) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنِّسَائِيُّ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ طَرِيقِ هَمَّامِ ابْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْأَلُنِي الشَّيْءَ فَأَمْنَعُهُ كَيْ تَشْفَعُوا فَتُؤْجَرُوهَا" وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا" وَقَدْ سَقَطَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ الْعِرَاقِيِّ.

(وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةِ اللِّسَانِ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟) يَا رَسُولَ اللَّهِ (قَالَ: الشَّفَاعَةُ يُحْقَنُ بِهَا الدَّمُ) أَيْ: تَمْنَعُهُ أَنْ يُسْفَكَ، يُقَالُ: حَقَنْتُ دَمَهُ، إِذَا حَلَّ بِهِ الْقَتْلُ فَأَنْقَذْتُهُ (وَتَجُرُّ بِهَا الْمَنْفَعَةَ إِلَى آخَرَ وَتَدْفَعُ بِهَا الْمَكْرُوهَ عَنْ آخَرَ) .

قَالَ الْعِرَاقِيُّ: رَوَاهُ الْخَرَائِطِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَاللَّفْظُ لَهُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، قُلْتُ: فِيهِ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ [ ص: 274 ] وَغَيْرُهُ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِحَافِظٍ ثُمَّ أَوْرَدَ إِلَيْهِ هَذَا الْخَبَرَ كَذَا فِي الْمِيزَانِ وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَلَفْظُهُ "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةُ اللِّسَانِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا صَدَقَتُهُ؟ قَالَ: الشَّفَاعَةُ يُفَكُّ بِهَا الْأَسِيرُ وَيُحْقَنُ بِهَا الدَّمُ وَيُجَرُّ بِهَا الْمَعْرُوفُ وَالْإِحْسَانُ إِلَى أَخِيكَ وَتَدْفَعُ عَنْهُ الْكَرِيهَةَ" وَفِي سَنَدِهِ مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّهْرِيُّ أَوْرَدَهُ الذَّهَبِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ .

(وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَاحْتَجَّ بِهِ الْبَاقُونَ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا) أَسْوَدَ (يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ) كَانَ مِنْ مَوَالِي أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ) يَدُورُ (خَلْفَهَا) لَمَّا اشْتَرَتْهَا عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- فَأَعْتَقَتْهَا (يَبْكِي وَالدُّمُوعُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْعَبَّاسِ) بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالِدِ عَبْدِ اللَّهِ رَاوِي الْحَدِيثِ (أَلَا تَعْجَبُ مِنْ شِدَّةِ حُبِّ مُغِيثٍ لِبَرِيرَةَ وَشِدَّةِ بُغْضِ بَرِيرَةَ لِمُغِيثٍ) وَذَلِكَ لَمَّا خَيَّرَهَا (فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِبَرِيرَةَ (لَوْ رَاجَعْتِيهِ فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْمُرُنِي فَأَفْعَلُ) لَأَنَّ أَمْرَهُ مُطَاعٌ (فَقَالَ: لَا إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ) .

قَالَ الْعِرَاقِيُّ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَقُلْتُ: وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَعْتَقَتْ بَرِيرَةَ وَلَهَا زَوْجُ مَوْلَى آلِ أَبِي أَحْمَدَ وَقَدْ خَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَفِي لَفْظٍ: "فَخَيَّرَهَا وَكَانَ زَوْجُهَا عَبْدًا فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا وَلَوْ كَانَ حُرًّا لَمْ يُخَيِّرْهَا" وَلَمْ يَقُلِ الْبُخَارِيُّ: وَلَوْ كَانَ حُرًّا لَمْ يُخَيِّرْهَا، وَقَالَ فِي بَعْضِ طُرُقِهَا "فَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا فَقَالَتْ: لَوْ أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا مَا بِتُّ عِنْدَهُمْ".

(ومنها أن يشفع لكل من له حاجة من) إخوانه (المسلمين عند) كل (من له عنده منزلة) وجاه (يسعى في قضاء حاجته) وإتمام مراده مما يقدر عليه ويمكنه (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني أوتى وأسأل) أي: يأتوني الناس ويسألوني (وتطلب إلي الحاجة وأنتم عندي) أي: حاضرون (فاشفعوا لتأجروا ويقضي الله على يد نبيه ما أحب) بوحي أو إلهام ما قدر في علمه أنه سيكون من عطاء أو حرمان أو ما أحب من موجبات قضاء الحاجة أو عدمها .

قال العراقي: متفق عليه من حديث أبو موسى نحوه، قلت: أخرجاه من طريق بريد بن عبد الله ابن أبي بردة عن جده عن أبي موسى، قال: إذا جاء السائل أو طلبت إليه حاجة، قال: فذكره، وكذلك رواه أبو داود والترمذي والنسائي كلهم في الأدب "كان إذا أتاه طالب حاجة أو طلبت إليه حاجة أقبل على جلسائه وقال: اشفعوا تؤجروا أو يقضي الله على لسان نبيه ما شاء" وفي لفظ لأبي داود "يقضي الله على لسان نبيه ما شاء" وهي موضحة لمعنى رواية الصحيحين .

(وقال معاوية -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اشفعوا إلي تؤجروا إني أريد الأمر فأؤخره كي تشفعوا إلي فتؤجروا) رواه أبو داود والنسائي وابن عساكر عن طريق همام ابن منبه عن معاوية قال:" إن الرجل ليسألني الشيء فأمنعه كي تشفعوا فتؤجروها" وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشفعوا تؤجروا" وقد سقط هذا الحديث عند العراقي.

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: ما من صدقة أفضل من صدقة اللسان قيل: وكيف ذلك؟) يا رسول الله (قال: الشفاعة يحقن بها الدم) أي: تمنعه أن يسفك، يقال: حقنت دمه، إذا حل به القتل فأنقذته (وتجر بها المنفعة إلى آخر وتدفع بها المكروه عن آخر) .

قال العراقي: رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له والطبراني في الكبير من حديث سمرة بن جندب بسند ضعيف، قلت: فيه أبو بكر الهذلي ضعفه أحمد [ ص: 274 ] وغيره، وقال البخاري: ليس بحافظ ثم أورد إليه هذا الخبر كذا في الميزان وقد رواه أيضا البيهقي في الشعب ولفظه "أفضل الصدقة صدقة اللسان، قالوا: يا رسول الله، وما صدقته؟ قال: الشفاعة يفك بها الأسير ويحقن بها الدم ويجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك وتدفع عنه الكريهة" وفي سنده مروان بن جعفر السهري أورده الذهبي في الضعفاء .

(وروي عن عكرمة) مولى ابن عباس روى له مسلم مقرونا بغيره، واحتج به الباقون (عن ابن عباس) رضي الله عنهما (أن زوج بريرة كان عبدا) أسود (يقال له مغيث) كان من موالي أبي أحمد بن جحش (كأني أنظر إليه) يدور (خلفها) لما اشترتها عائشة -رضي الله عنها- فأعتقتها (يبكي والدموع تسيل على لحيته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعباس) بن عبد المطلب والد عبد الله راوي الحديث (ألا تعجب من شدة حب مغيث لبريرة وشدة بغض بريرة لمغيث) وذلك لما خيرها (فقال النبي صلى الله عليه وسلم) لبريرة (لو راجعتيه فإنه أبو ولدك، فقالت: يا رسول الله أتأمرني فأفعل) لأن أمره مطاع (فقال: لا إنما أنا شافع) .

قال العراقي: رواه البخاري وقلت: وقد روى مسلم هذا الحديث من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها أعتقت بريرة ولها زوج مولى آل أبي أحمد وقد خيرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاختارت نفسها، وفي لفظ: "فخيرها وكان زوجها عبدا فاختارت نفسها ولو كان حرا لم يخيرها" ولم يقل البخاري: ولو كان حرا لم يخيرها، وقال في بعض طرقها "فخيرها من زوجها فقالت: لو أعطاني كذا وكذا ما بت عندهم".