الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ولا بأس بقبلة يد المعظم في الدين تبركا به وتوقيرا له .

وروي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قبلنا يد النبي صلى الله عليه وسلم .

وعن كعب بن مالك قال : لما نزلت توبتي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقبلت يده .

وروي أن أعرابيا قال : يا رسول الله ، ائذن لي فأقبل رأسك ويدك قال فأذن له ففعل .

ولقي أبو عبيدة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فصافحه وقبل يده وتنحيا يبكيان وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى فرغ من وضوئه فرد عليه ومد يده إليه فصافحه ، فقال : يا رسول الله ما كنت أرى هذا إلا من أخلاق الأعاجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة ؛ لأنه ذكرهم السلام وإن لم يردوا عليه رد عليه ملأ خير منهم وأطيب أو قال : وأفضل .

والانحناء عند السلام منهي عنه قال أنس رضي الله عنه قلنا : يا رسول الله أينحني بعضنا لبعض ؟ قال : لا ، قال : فيقبل بعضنا بعضا ؟ قال : لا ، قال : فيصافح بعضنا بعضا ؟ قال : نعم .

والالتزام والتقبيل قد ورد به الخبر عند القدوم من السفر .

وقال ، أبو ذر رضي الله عنه : ما لقيته صلى الله عليه وسلم إلا صافحني ، وطلبني يوما فلم أكن في البيت فلما أخبرت جئت وهو على سرير فالتزمني فكانت أجود وأجود .

التالي السابق


(ولا بأس بقبلة يد المعظم في الدين تبركا به وتوقيرا له، روي عن ابن عمر) رضي الله عنهما (قال: قبلنا يد النبي صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود بسند حسن قاله العراقي (وعن كعب بن مالك) بن أبي كعب الأنصاري السلمي بالفتح المدني صحابي مشهور، وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك، مات في خلافة علي، روى له الجماعة (قال: لما نزلت توبتي) من السماء (أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقبلت يده) رواه أبو بكر بن المقري في كتاب الرخصة في تقبيل اليد بسند ضعيف قاله العراقي (وروي أن أعرابيا) أي: من سكان البادية (قال: يا رسول الله، ائذن لي فأقبل رأسك ويدك فأذن له ففعل) رواه الحاكم من حديث بريدة إلا أنه قال: "رجليك" موضع يدك، وقال: صحيح الإسناد، نقله العراقي.

(ولقي أبو عبيدة) عامر بن الجراح (عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-) حين قدم الشام وكان أبو عبيدة عاملا عليها من قبله (فصافحه وقبل يده وتنحيا يبكيان) وفي الحلية لأبي نعيم، حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: لما دخل عمر الشام تلقاه الناس وعظماء أهل الأرض فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: من؟ قال أبو عبيدة، قالوا: الآن يأتيك، فلما أتاه نزل فاعتنقه ثم دخل عليه بيته.. الحديث .

(وعن البراء بن عازب) الأنصاري الأوسي المدني -رضي الله عنهما- (أنه سلم على رسول الله [ ص: 281 ] -صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ فلم يرد عليه) السلام (حتى فرغ من وضوئه فرد عليه) السلام (ومد يده إليه فصافحه، فقال: يا رسول الله ما كنت أظن هذا) يعني المصافحة (إلا من أخلاق الأعاجم) جمع أعجمي (فقال - صلى الله عليه وسلم-) مبينا فضل المصافحة وأنها من أخلاق العرب (إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت) أي: تساقطت (ذنوبهما) .

قال العراقي: رواه الخرائطي بسند ضعيف وهو عند أبي داود والترمذي وابن ماجه مختصر "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا" قال الترمذي: حسن غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء اهـ. قلت: وهذا اللفظ قد يذكره المصنف قريبا .

(وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه) السلام (كان له عليهم فضل درجة؛ لأنه ذكرهم السلام) وفي نسخة بالسلام (وإن لم يردوا عليه رد عليه ملأ خير منهم وأطيب أو قال: وأفضل) .

قال العراقي: رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي في الشعب من حديث ابن مسعود مرفوعا وضعف البيهقي المرفوع ورواه موقوفا عليه بسند صحيح .

(والانحناء عند السلام منهي عنه) ، وهو من فعل الأعاجم (قال أنس) -رضي الله عنه- (قلنا: يا رسول الله أينحني بعضنا لبعض؟) أي: عند السلام (قال: لا، قال: فيقبل بعضنا بعضا؟ قال: لا، قال: فيصافح؟ قال: نعم) .

قال العراقي: رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وضعفه أحمد والبيهقي (والالتزام والتقبيل قد ورد عند القدوم من السفر، قال أبو ذر -رضي الله عنه-: ما لقيته -صلى الله عليه وسلم- إلا صافحني، وطلبني يوما فلم) يجدني لأني لم (أكن في البيت فلما أخبرت جئت وهو) جالس (على سرير) فقام (التزمني فكانت أجود وأجود) .

قال العراقي: رواه أبو داود وفيه رجل من عنزة لم يسم وسماه البيهقي في الشعب عبد الله. اهـ. قلت: رواه من طريق أيوب بن بشير بن كعب عن رجل من عنزة وتسمية البيهقي إياه عبد الله لا يخرجه من الجهالة .




الخدمات العلمية