الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ويستحب للعليل أيضا أن يقول أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إذا شكا أحدكم بطنه فليسأل امرأته شيئا من صداقها ويشتري به عسلا ويشربه بماء السماء فيجتمع له الهنيء والمريء والشفاء والمبارك .

التالي السابق


(ويستحب للعليل أيضا أن) يضع يده على الموضع الذي يألم من جسده و (يقول أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد) رواه مالك في الموطأ من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: بي وجع قد كاد يهلكني، قال: فقال لي: امسح بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم .

وروى الجماعة إلا البخاري في حديثه أنه شكا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" زاد أبو داود والترمذي والنسائي قال: ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم .

وأخرجه الترمذي أيضا من حديث أنس ولفظه: "ضع يدك حيث تشتكي ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا".

(وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: إذا اشتكى أحدهم بطنه) أي: وجعا في بطنه (فليسأل امرأته شيئا من صداقها) الذي عليه (فتهبه له فيشتري به عسلا فيشربه) ممزوجا (بماء السماء) أي: المطر (فيجمع له الهناء والشفاء والماء المبارك) أما ما يأخذه من الصداق؛ فإنه هنيء مريء بنص الآية فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا وأما العسل فإنه شفاء بنص القرآن فيه شفاء للناس وأما ماء السماء فإنه طهور قال تعالى: وأنزلنا من السماء ماء طهورا وكان بعض مشايخنا يأمر بكتابة سورة الفاتحة في إناء نظيف بماء ورد وزعفران ثم يمحى بماء المطر ثم يمزج به ذلك العسل المشترى من دراهم الصداق فيشربه المريض إن كان الوجع من الباطن أو يمسح به موضع الألم إن كان ظاهرا، وكان يقول: هذا من المجربات .



فصل في ذكر أدعية تتعلق بالباب

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. رواه الجماعة إلا الترمذي، وعنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما" رواه البخاري ومسلم والنسائي ولهم في رواية أخرى: "امسح الباس رب الناس، بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت" وعن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، اشتكيت؟ قال: نعم، قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك". رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من عاد مريضا لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرات: "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض". رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في [ ص: 298 ] صحيحيهما بمعناه، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، وفي رواية للنسائي كان -صلى الله عليه وسلم- إذا عاد المريض جلس عند رأسه ثم قال. فذكر مثله بمعناه، وعن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل: اشف عبدك ينكي لك عدوا ويمشي إلى جنازة" رواه أبو داود واللفظ له، والحاكم وابن حبان، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وعنده "يمشي لك إلى صلاة ينكي لك عدوا" عن أبي هريرة قال: جاءني النبي -صلى الله عليه وسلم- يعودني فقال: ألا أرقيك رقية رقاني بها جبريل -عليه السلام- فقلت: بلى، بأبي وأمي قال: "بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد" فرقى بها ثلاث مرات، وعن سلمان قال: عادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا عليل فقال: "يا سلمان شفي سقمك وغفر ذنبك وعافاك في دينك وجسمك إلى مدة أجلك". رواهما الحاكم في المستدرك، وعن فضيل بن عمرو قال: جاء رجل إلى علي -رضي الله عنه- فقال: إن فلانا يشتكي، قال: فيسرك أن يبرأ؟ قال: نعم، قال: يا حليم يا كريم اشف فلانا، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه .




الخدمات العلمية