الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقال ابن عباس رضي الله عنهما عيادة المريض مرة سنة فما ازدادت فنافلة وقال بعضهم : عيادة المريض بعد ثلاث .

وقال عليه السلام أغبوا في العيادة وأربعوا فيها .

التالي السابق


(وقال ابن عباس) -رضي الله عنه-: (عيادة المريض مرة سنة فما زاد فنافلة) أخرجه البزار من طريق النضر بن عربي عن عكرمة عنه بلفظ: "عيادة المريض أول يوم سنة، وما زاد فهي له نافلة، وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ من هذا الطريق إلا عن ابن عباس، قال السخاوي: وهو منتقد برواية الطبراني له في الكبير من طريق علي بن عروة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس لكن ابن عروة ضعيف متروك، وحديث النضر حديث حسن .

وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق النضر هذا عن عكرمة عنه بلفظ: "كان بعد ذلك تطوع" وقوله: سنة يريد بها سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما هو في الصحيح في المسألة، فيحتمل أن تكون مرادة أول مرة؛ ولهذا لاحظ المصنف فقال: مرة، فتأمل .

(وقال بعضهم: عيادة المريض بعد ثلاث) المراد بالبعض النعمان بن أبي عياش الزرقي أحد التابعين الفضلاء من أبناء الصحابة [ ص: 299 ] فيما أخرجه البيهقي في الشعب وابن أبي الدنيا في عيادة المريض عنه بهذا اللفظ، وقد روي مع ذلك في المرفوع من حديث أنس: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث، أخرجه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات، والبيهقي في الشعب كلهم من طريق مسلمة بن علي مصغرا، حدثنا ابن جريج عن حميد الطويل عنه وعنه أيضا مرفوعا: " المريض لا يعاد حتى يمرض ثلاثة أيام". وخرجه الديلمي من طريق أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن أنس به .

وروي كذلك من حديث أبي هريرة رفعه: "لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث" أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق نصر بن حماد عن روح بن جناح عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة.

(وقال -صلى الله عليه وسلم- أغبوا في العيادة) أي: زوروا المريض يوما بعد يوم (وأربعوا فيها) اتركوا يومين بعد العيادة ثم عودوه في الرابع، وقال الزمخشري: الإغباب أن تعوده يوما وتتركه يوما، أي: تلازموا المريض كل يوم لما يجد من الثقل، والإرباع أن تتركه يومين بعد يوم العيادة، ثم تعوده في الرابع .

قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض وأبو يعلى من حديث جابر وزاد: إلا أن يكون مغلوبا وإسناده ضعيف. اهـ .

قلت: وبهذه الزيادة رواه أيضا البيهقي في الشعب وغيره بلفظ: "أغبوا في العيادة، وخير العيادة أخفها إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد، والتفدية مرة" وقد رواه الخطيب كذلك إلا أن الإغباب في الزيادة إذا كان المريض صحيح العقل وإلا فلا يعاد .

وروى البغوي في مسند عثمان من حديثه مرفوعا: "عودوا المريض واتبعوا الجنازة، والعيادة غبا أو ربعا إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد، والتفدية مرة" ثم قال البغوي هو مجهول الإسناد .




الخدمات العلمية