فإذا في واستكثار من معرفة الله وفي مثل ذلك قيل : . الخلوة أنس بذكر الله
وإني لأستغشى وما بي غشوة لعل خيالا منك يلقى خياليا وأخرج من بين الجلوس لعلني أحدث عنك النفس بالسر خاليا ولذلك قال بعض الحكماء : إنما يستوحش الإنسان من نفسه لخلو ذاته عن الفضيلة فيكثر حينئذ ملاقاة الناس ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة ويستخرج العلم والحكمة .
وقد قيل الاستئناس : من علامات الإفلاس فإذا هذه فائدة جزيلة ولكن في حق بعض الخواص ومن يتيسر له بدوام الذكر الأنس بالله أو بدوام الفكر التحقق في معرفة الله فالتجرد له أفضل من كل ما يتعلق بالمخالطة .
فإن غاية العبادات وثمرة المعاملات أن يموت الإنسان محبا لله عارفا بالله ولا محبة إلا بالأنس الحاصل بدوام الذكر ولا معرفة إلا بدوام الفكر .
وفراغ القلب شرط في كل واحد منهما ولا فراغ مع المخالطة .