وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه لما بلغه أن الحسين رضي الله عنه توجه إلى العراق تبعه فلحقه على مسيرة ثلاثة أيام فقال له : أين تريد ? فقال العراق .
فإذا معه طوامير وكتب فقال : هذه كتبهم وبيعتهم ، فقال : لا تنظر إلى كتبهم ولا تأتهم فأبى فقال إني أحدثك حديثا ، جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة على الدنيا وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يليها أحد منكم أبدا وما صرفها عنكم إلا للذي هو خير لكم؛ فأبى أن يرجع فاعتنقه ابن عمر وبكى ، وقال أستودعك : الله من قتيل أو أسير .
وكان في الصحابة عشرة آلاف فما خف أيام الفتنة أكثر من أربعين رجلا .
وجلس طاوس في بيته فقيل له في ذلك فقال : فساد الزمان وحيف الأئمة .
ولما بنى عروة قصره بالعقيق ولزمه قيل له : لزمت القصر وتركت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : رأيت مساجدكم لاهية وأسواقكم لاغية والفاحشة في فجاجكم عالية وفيما هناك عما أنتم فيه عافية .
فإذن الحذر من الخصومات ومثارات الفتن إحدى فوائد العزلة .


