فلنرجع إلى المقصود. فنقول إذا عرفت تحققت أن الحكم عليها مطلقا بالتفضيل نفيا وإثباتا خطأ بل ينبغي أن ينظر إلى الشخص وحاله وإلى الخليط وحاله وإلى الباعث على مخالطته وإلى الفائت بسبب مخالطته من هذه الفوائد المذكورة ويقاس الفائت بالحاصل فعند ذلك يتبين الحق ويتضح الأفضل وكلام فوائد العزلة وغوائلها رحمه الله هو فصل الخطاب إذ قال يا الشافعي يونس الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط .
فلذلك يجب الاعتدال في المخالطة والعزلة ويختلف ذلك بالأحوال .
وبملاحظة الفوائد والآفات يتبين الأفضل .
هذا هو الحق الصراح وكل ما ذكر سوى هذا فهو قاصر .
وإنما هو إخبار كل واحد عن حالة خاصة هو فيها ولا يجوز أن يحكم بها على غيره والمخالف له في الحال .