فهذه أقسام الأسفار ، وقد خرج منه أن السفر ينقسم إلى : مذموم وإلى محمود وإلى مباح .
والمذموم ينقسم إلى : حرام كإباق العبد وسفر العاق وإلى مكروه كالخروج من بلد الطاعون .
والمحمود ينقسم إلى : واجب كالحج وطلب العلم الذي هو فريضة على كل مسلم وإلى مندوب إليه كزيارة العلماء وزيارة مشاهدهم .
ومن هذه الأسباب تتبين فإن معنى النية الانبعاث للسبب الباعث والانتهاض لإجابة الداعية . النية في السفر ،
ولتكن نيته الآخرة في جميع أسفاره وذلك ظاهر في الواجب والمندوب ، ومحال في المكروه والمحظور .
وأما المباح فمرجعه إلى النية .
فمهما كان قصده بطلب المال مثلا التعفف عن السؤال ورعاية ستر المروءة على الأهل والعيال والتصدق بما يفضل عن مبلغ الحاجة صار هذا المباح بهذه النية من أعمال الآخرة .
ولو خرج إلى الحج وباعثه الرياء والسمعة لخرج عن كونه من أعمال الآخرة لقوله ، صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات .
فقوله صلى الله عليه وسلم : عام في الواجبات والمندوبات والمباحات دون المحظورات ، فإن النية لا تؤثر في إخراجها عن كونها من المحظورات وقد قال بعض السلف إن الله تعالى قد وكل بالمسافرين ملائكة ينظرون إلى مقاصدهم فيعطي كل واحد على قدر نيته . الأعمال بالنيات
فمن كانت نيته الدنيا أعطي منها ونقص من آخرته أضعافه وفرق عليه همه وكثر بالحرص والرغبة شغله .
ومن كانت نيته الآخرة أعطي من البصيرة والحكمة والفطنة وفتح له من التذكرة والعبرة بقدر نيته وجمع له همه ودعت له الملائكة واستغفرت له .
وأما النظر في أن السفر هو الأفضل أو الإقامة .