الفصل الثاني :
في آداب المسافر من أول نهوضه إلى آخر رجوعه وهي أحد عشر أدبا : .
الأول : وقضاء الديون وإعداد النفقة لمن تلزمه نفقته وبرد الودائع إن كانت عنده ولا يأخذ لزاده إلا الحلال الطيب ، وليأخذ قدرا يوسع به على رفقائه . أن يبدأ برد المظالم
قال رضي الله عنهما : من كرم الرجل طيب زاده في سفره. ابن عمر
وإطعام الطعام وإظهار مكارم الأخلاق في السفر فإنه يخرج خبايا الباطن . ولا بد في السفر من طيب الكلام
ومن صلح لصحبة السفر صلح لصحبة الحضر ، وقد يصلح في الحضر من لا يصلح في السفر .
ولذلك قيل إذا أثنى على الرجل معاملوه في الحضر ورفقاؤه في السفر فلا تشكوا في صلاحه .
والسفر من أسباب الضجر وإلا فعند مساعدة الأمور على وفق الغرض قلما يظهر سوء الخلق . ومن أحسن خلقه في الضجر فهو الحسن الخلق
وقد قيل : ثلاثة لا يلامون على الضجر الصائم والمريض والمسافر وتمام حسن خلق المسافر الإحسان إلى المكاري ومعاونة الرفقة بكل ممكن والرفق بكل منقطع بأن لا يجاوزه إلا بالإعانة بمركوب أو زاد أو توقف لأجله .
وتمام ذلك مع الرفقاء بمزاح ومطايبة في بعض الأوقات من غير فحش ولا معصية ليكون ذلك شفاء لضجر السفر ومشاقه .