الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأول الوقت رضوان الله .

تيمم ابن عمر رضي الله عنهما فقيل له : أتتيمم وجدران المدينة تنظر إليك ? فقال : أو أبقى إلى أن أدخلها ؟ ومهما وجد الماء بعد الشروع في الصلاة لم تبطل صلاته ولم يلزمه الوضوء .

وإذا وجده قبل الشروع في الصلاة لزمه الوضوء .

التالي السابق


(وأول الوقت رضوان الله) أي: إيقاع الصلاة في أول وقتها سبب لحصول رضا الله تعالى وقد ورد ذلك مرفوعا من حديث جرير، رواه الدارقطني بلفظ: أول الوقت رضوان الله وآخر الوقت عفو الله. قال الذهبي: في سنده كذاب، وقال الحافظ: في سنده من لا يعرف، وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، وروي عن أبي محذورة مرفوعا: أول الوقت رضوان الله ووسط الوقت رحمة الله، وآخر الوقت عفو الله، رواه الدارقطني أيضا وفيه إبراهيم بن زكريا وهو متهم، وفي الباب ابن عمر وابن عباس وعلي وأنس وأبو هريرة. وفي سند الكل مقال .

(تيمم ابن عمر) -رضي الله عنهما- (فقيل له: أتتيمم وجدران المدينة تنظر إليك؟ فقال: أو أبقى إلى أن أدخلها؟) ثم ذكر الحديث، رواه الترمذي والدارقطني مختصرا بدون هذه القصة، وفي سنده يعقوب بن الوليد المدني، وهو من كبار الكذابين ثم إن ابن عمر كان مسافرا; لأن المقيم لا يجوز له التيمم وإن خاف الوقت لو سعى إلى الماء فإنه لا بد من القضاء .

(ومهما وجد الماء بعد الشروع في الصلاة لم تبطل صلاته) ولا تيممه (ولم يلزمه الوضوء) بل يمضي فيها، وبه قال مالك رواية عن أحمد أنه يمضي في صلاته وهي صحيحة، وقال أبو حنيفة وأحمد في الرواية الأخرى: تبطل صلاته وتيممه إلا أن الشافعي شرط في صحة الصلاة بهذا التيمم أن يكون بمحل لا يغلب فيه وجود الماء (وإذا وجد الماء قبل الشروع في الصلاة لزمه الوضوء) وبطل تيممه بإجماع منهم، وإذا رآه بعد فراغه من الصلاة فلا إعادة عليه وإن كان الوقت باقيا إذا كان مسافرا سفرا مباحا بإجماع منهم .




الخدمات العلمية