الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم ظل الزوال يزيد كل يوم إن كان سفره من أول الصيف .

وإن كان من أول الشتاء فينقص كل يوم .

وأحسن ما يعرف به ظل الزوال الميزان فليستصحبه المسافر .

وليتعلم اختلاف الظل به في كل وقت .

وإن عرف موقع الشمس من مستقبل القبلة وقت الزوال وكان في السفر في موضع ظهرت القبلة فيه بدليل آخر فيمكنه أن يعرف الوقت بالشمس بأن تصير ، بين عينيه مثلا إن كانت كذلك في البلد .

التالي السابق


(ثم ظل الزوال يزيد كل يوم إن كان سفره أول الصيف، وإن من أول الشتاء فينقص كل يوم، وأحسن ما يعرف به ظل الزوال الميزان فليستصحبه) معه (المسافر ويتعلم اختلاف الظل به في كل وقت، وإن عرف موقع الشمس من مستقبل القبلة وقت الزوال وكان في السفر موضع ظهرت القبلة فيه بدليل آخر يمكنه أن يعرف الوقت بالشمس، بات يصير بين عينيه مثلا إن كان كذلك في البلد) . وقال النووي في الروضة: وقت الظهر يدخل بالزوال وهو زيادة الظل بعد استواء الشمس ويخرج وقتها إذا صار ظل الشخص مثله سوى الظل الذي كان عند الزوال إن كان ظل، وما بين الطرفين وقت احتياط، وأما العصر فيدخل وقتها بخروج وقت الظهر بلا خلاف، ويمتد إلى غروب الشمس، وفيه وجه ضعيف قاله الإصطخري: أربعة أوقات وقت الفضيلة وهو الأول، ووقت الاختيار إلى أن يصير ظله مثليه وبعده جواز بلا كراهة إلى اصفرار الشمس ومن الاصفرار إلى الغروب وقت كراهة يكره تأخيرها إليه انتهى. وقال أصحابنا: وقت الظهر من الزوال إلى بلوغ الظل مثليه سوى الفيء، هذا مذهب أبي حنيفة وقال صاحباه وفاقا للشافعي: آخره إذا صار ظل كل شيء مثله، وهو رواية الحسن بن زياد عن أبي حنيفة، وفي رواية أسد بن عمر وعنه: إذا صار ظل كل شيء مثله خرج وقت الظهر ولا يدخل وقت العصر حتى يصير ظل كل شيء مثليه، وجعل صاحب الوسيط رواية الحسن عن أبي حنيفة رواية محمد عنه، وجعل المثلين رواية أبي يوسف عنه، وجعل المهمل رواية الحسن عنه، ووقت العصر من المثلين إلى الغروب هذا قول أبي حنيفة وعندهما إذا صار ظل كل شيء مثله دخل وقت العصر وهو مبني على خروج وقت الظهر على القولين، وقال الحسن بن زياد: إذا اصفرت الشمس خرج وقت العصر .



(تنبيه)

قال الدينوري في كتاب الزوال: وما أكثر من يغلط في هذا الموضع إذا سمع ما جاء به بعض الخبر مجملا بأن أول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثليه ولم يسمع الخبر المفسر بأن أول وقت العصر إذا كان الظل مثل الشيء ومثل ظل الزوال، ولو أن إنسانا لم يصل العصر أبدا حتى يصير ظل الشيء مثليه لمكث في الشتاء أشهرا لا يصلي العصر ولا سيما في البلدان الشمالية، وكذلك إن لم يصل الظهر حتى يكون ظل كل شيء مثله مكث في الصيف أشهرا لا يصلي الظهر ولا سيما في البلدان الجنوبية، وذلك بين فيما وصفناه من مقادير الظل في البلدان، فافهم هذا واعلمه، والله أعلم .




الخدمات العلمية