ولو أراد مريد أن يقدر على التحقيق وقتا معينا يشرب فيه متسحرا ويقوم عقيبه ويصلي الصبح متصلا به لم يقدر على ذلك فليس معرفة ذلك في قوة البشر أصلا بل لا بد من مهلة للتوقف والشك .
ولا اعتماد إلا على العيان ، ولا اعتماد في العيان إلا على أن يصير الضوء منتشرا في العرض حتى تبدو مبادي الصفرة .
وقد غلط في هذا جمع من الناس كثير يصلون قبل الوقت .
ويدل عليه ما روى أبو عيسى الترمذي في جامعه بإسناده عن طلق بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كلوا واشربوا ولا يهيبنكم الساطع المصعد وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر .
وهذا صريح في رعاية الحمرة .
قال أبو عيسى وفي الباب عن عدي بن حاتم وأبي ذر وسمرة بن جندب وهو حديث حسن غريب ، والعمل على هذا عند أهل العلم .
وقال رضي الله عنهما كلوا واشربوا ما دام الضوء ساطعا. . ابن عباس
قال صاحب الغريبين أي مستطيلا .
فإذا لا ينبغي أن يعول إلا على ظهور الصفرة وكأنها مبادي الحمرة .
وإنما حتى لا يشق عليه النزول أو قبل النوم حتى يستريح . يحتاج المسافر إلى معرفة الأوقات ; لأنه قد يبادر بالصلاة قبل الرحيل
فإن وطن نفسه على تأخير الصلاة إلى أن يتيقن فتسمح نفسه بفوات فضيلة أول الوقت ويتجشم كلفة النزول وكلفة تأخير النوم إلى التيقن استغنى عن تعلم علم الأوقات .
فإن المشكل أوائل الأوقات لا أوساطها .