قال وقيل : لأبي الحسن بن سالم كيف تنكر السماع وقد كان الجنيد وسري السقطي وذو النون يستمعون فقال : وكيف أنكر السماع وقد أجازه وسمعه من هو خير مني فقد ، كان عبد الله بن جعفر الطيار يسمع وإنما أنكر . اللهو واللعب في السماع
وروي عن أنه قال فقدنا ثلاثة أشياء فما نراها ولا أراها تزداد إلا قلة حسن الوجه مع الصيانة وحسن القول مع الديانة وحسن الإخاء مع الوفاء . يحيى بن معاذ
ورأيت في بعض الكتب هذا محكيا بعينه عن الحارث المحاسبي وفيه ما يدل على مع زهده وتصاونه وجده في الدين وتشميره . تجويزه السماع
قال وكان ابن مجاهد لا يجيب دعوة إلا أن يكون فيه سماع .
وحكي غير واحد أنه قال : اجتمعنا في دعوة ومعنا أبو القاسم ابن بنت منيع وأبو بكر بن داود وابن مجاهد في نظرائهم فحضر سماع فجعل ابن مجاهد يحرض ابن بنت منيع على ابن داود في أن يسمع ، فقال ابن داود : حدثني أبي عن أنه كره السماع وكان أبي يكرهه وأنا على مذهب أبي فقال أحمد بن حنبل أبو القاسم ابن بنت منيع أما جدي أحمد ابن بنت منيع فحدثني عن صالح بن أحمد أن أباه كان يسمع قول ابن الخبازة فقال ابن مجاهد لابن داود دعني أنت من أبيك ، وقال لابن بنت منيع : دعني أنت من جدك أي شيء تقول يا فيمن أنشد بيت شعر أهو حرام فقال أبا بكر ابن داود : لا ، قال : فإن كان حسن الصوت حرم عليه إنشاده قال : لا ، قال : فإن أنشده وطوله وقصر منه الممدود ومد منه المقصور أيحرم عليه ? قال أنا لم أقو لشيطان واحد فكيف أقوى لشيطانين قال وكان أبو الحسن العسقلاني الأسود من الأولياء يسمع ويوله عند السماع وصنف فيه كتابا ورد فيه على منكريه وكذلك جماعة منهم صنفوا في الرد على منكريه .
وحكي عن بعض الشيوخ أنه قال : رأيت أبا العباس الخضر عليه السلام فقلت له : ما تقول في هذا السماع الذي اختلف فيه أصحابنا فقال ؟ : هو الصفو الزلال الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء .
وحكي عن ممشاد الدينوري أنه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت : يا رسول الله هل تنكر من هذا السماع شيئا ? فقال : ما أنكر منه شيئا ولكن قل لهم يفتتحون قبله بالقرآن ويختمون بعده بالقرآن .
وحكي عن طاهر بن بلال الهمداني الوراق وكان من أهل العلم أنه قال : كنت معتكفا في جامع جدة على البحر فرأيت يوما طائفة يقولون في جانب منه قولا ويستمعون فأنكرت ذلك بقلبي وقلت في بيت من بيوت الله يقولون الشعر ? قال : فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وهو جالس في تلك الناحية وإلى جنبه رضي الله عنه وإذا أبو بكر الصديق يقول شيئا من القول والنبي صلى الله عليه وسلم يستمع إليه ويضع يده على صدره كالواجد بذلك فقلت في نفسي : ما كان ينبغي لي أن أنكر على أولئك الذين كانوا يستمعون ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع أبو بكر يقول فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هذا حق بحق ، أو قال حق من حق ، أنا أشك فيه . وأبو بكر
وقال الجنيد تنزل الرحمة على هذه الطائفة في ثلاثة مواضع عند الأكل ; لأنهم لا يأكلون إلا عن فاقة وعند المذاكرة لأنهم لا يتحاورون إلا في مقامات الصديقين وعند السماع لأنهم يسمعون بوجد ويشهدون حقا .
وعن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له أيؤتى يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك فقال : لا في الحسنات ولا في السيئات ; لأنه شبيه باللغو وقال ، الله تعالى : لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم .
هذا ما نقل من الأقاويل .
ومن طلب الحق في التقليد فمهما استقصى تعارضت عنده هذه الأقاويل فيبقى متحيرا أو مائلا إلى بعض الأقاويل بالتشهي وكل ذلك قصور بل ينبغي أن يطلب الحق بطريقه وذلك بالبحث عن مدارك الحظر والإباحة كما سنذكره .