وقال دخلت على سري السقطي فرأيت بين يديه رجلا قد غشي عليه فقال لي : هذا الجنيد فقلت : اقرءوا عليه تلك الآية بعينها فقرئت فأفاق فقال من أين قلت هذا ? فقلت : رأيت رجل قد سمع آية من القرآن فغشي عليه يعقوب عليه السلام كان عماه من أجل مخلوق فبمخلوق أبصر ولو كان عماه من أجل الحق ما أبصر بمخلوق فاستحسن ذلك .
ويشير إلى ما قاله قول الشاعر: . الجنيد
وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها
وقال بعض الصوفية كنت أقرأ ليلة هذه الآية : كل نفس ذائقة الموت فجعلت أرددها فإذا هاتف يهتف بي كم تردد هذه الآية ? فقد قتلت أربعة من الجن ما رفعوا رءوسهم إلى السماء منذ خلقوا .وقال أبو علي المغازلي للشبلي ربما تطرق سمعي آية من كتاب الله تعالى فتجذبني إلى الإعراض عن الدنيا ثم أرجع إلى أحوالي وإلى الناس فلا أبقى على ذلك ، فقال ما طرق سمعك من القرآن فاجتذبك به إليه فذلك عطف منه عليك ولطف منه بك وإذا ردك إلى نفسك فهو شفقة منه عليك ، فإنه لا يصلح لك إلا التبري من الحول والقوة في التوجه إليه .
وسمع رجل من أهل التصوف قارئا يقرأ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فاستعادها من القارئ وقال : .
كم أقول لها ارجعي وليست ترجع وتواجد وزعق زعقة فخرجت روحه .
وسمع بكر بن معاذ قارئا يقرأ وأنذرهم يوم الآزفة الآية فاضطرب ثم صاح ارحم من أنذرته ولم يقبل إليك بعد الإنذار بطاعتك ثم غشي عليه .
وكان رحمه الله إذا سمع أحدا يقرأ إبراهيم بن أدهم إذا السماء انشقت اضطربت أوصاله حتى كان يرتعد .
وعن محمد بن صبيح قال : كان رجل يغتسل في الفرات فمر به رجل على الشاطئ يقرأ وامتازوا اليوم أيها المجرمون فلم يزل الرجل يضطرب حتى غرق ومات .
وذكر أن أبصر شابا يقرأ فأتى على آية فاقشعر جلده فأحبه سلمان الفارسي وفقده فسأل عنه فقيل له : إنه مريض فأتاه يعوده ، فإذا هو في الموت فقال يا سلمان عبد الله أرأيت تلك القشعريرة التي كانت بي ، فإنها أتتني في أحسن صورة فأخبرتني أن الله قد غفر لي بها كل ذنب .