: أيش تعمل بذلك الزنديق ? فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف .
ثم قلت في نفسي : قد جبت هذا الطريق كله فلا أقل من أن أراه .
فلم أزل أسأل عنه حتى دخلت عليه في مسجد وهو قاعد في المحراب وبين يديه رجل وبيده مصحف وهو يقرأ فإذا هو شيخ بهي حسن الوجه واللحية فسلمت عليه فأقبل علي وقال : من أين أقبلت ? فقلت : من بغداد ، فقال : وما الذي جاء بك ? فقلت : قصدتك للسلام عليك فقال لو أن في بعض هذه البلدان قال لك إنسان : أقم عندنا حتى نشتري لك دارا أو جارية ، أكان يقعدك ذلك عن المجيء فقلت ما امتحنني الله بشيء من ذلك ولو امتحنني ما كنت أدري كيف أكون ثم قال لي : أتحسن أن تقول شيئا فقلت : نعم ، فقال : هات فأنشأت أقول .
رأيتك تبني دائما في قطيعتي ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني كأني بكم والليت أفضل قولكم
ألا ليتنا كنا إذ الليت لا يغني