فإن فأقدم مع ما يجد في قلبه ، فذلك يضره ; لأنه مأخوذ في حق نفسه بينه وبين الله تعالى بفتوى قلبه . مال قلب موسوس عن الاعتدال ووجد الحزازة
وكذلك ونية الصلاة فإنه إذا غلب على قلبه أن الماء لم يصل إلى جميع أجزائه بثلاث مرات لغلبة الوسوسة عليه ، فيجب عليه أن يستعمل الرابعة ، وصار ذلك حكما في حقه وإن كان مخطئا في نفسه أولئك قوم شددوا فشدد الله عليهم ولذلك شدد على قوم يشدد على الموسوس في الطهارة موسى عليه السلام لما استقصوا في السؤال عن البقرة ولو أخذوا أولا بعموم لفظ البقرة ، وكل ما ينطلق عليه الاسم لأجزأهم ذلك .
فلا تغفل عن هذه الدقائق التي رددناها نفيا وإثباتا ، فإن من لا يطلع على كنه الكلام ولا يحيط بمجامعه يوشك أن يزل في درك مقاصده .