الحق السادس :
وكل متعلق به فتدعو له كما تدعو لنفسك ، ولا تفرق بين نفسك وبينه ، فإن دعاءك له دعاء لنفسك على التحقيق ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : الدعاء للأخ في حياته وبعد مماته بكل ما يحبه لنفسه ولأهله إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك ولك مثل ذلك .
وفي لفظ آخر يقول الله تعالى بك أبدأ يا عبدي .
وفي الحديث يستجاب للرجل في أخيه ما لا يستجاب له في نفسه .
وفي الحديث . دعوة الرجل لأخته في ظهر الغيب لا ترد
وكان يقول : أبو الدرداء إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم .
وكان محمد بن يوسف الأصفهاني يقول : وأين مثل الأخ الصالح أهلك يقتسمون ميراثك ويتنعمون بما خلفت وهو منفرد بحزنك مهتم مما قدمت وما صرت إليه يدعو لك في ظلمة الليل وأنت تحت أطباق الثرى وكان الأخ الصالح يقتدي بالملائكة إذ جاء في الخبر إذا مات العبد قال الناس : ما خلفت وقال ؟ الملائكة : ما قدم .
؟ يفرحون له بما قدم ويسألون عنه ويشفقون عليه ويقال : من بلغه موت أخيه فترحم عليه وأستغفر له كتب له كأنه شهد جنازته وصلى عليه .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : مثل الميت في قبره مثل الغريق يتعلق بكل شيء ينتظر دعوة من ولد أو والد أو أخ أو قريب .
وأنه ، ليدخل على قبور الأموات من دعاء الأحياء من الأنوار مثل الجبال .
وقال بعض السلف : فيدخل الملك على الميت ومعه طبق من نور عليه منديل من نور فيقول : هذه هدية لك من عند أخيك فلان من عند قريبك فلان . الدعاء للأموات بمنزلة الهدايا للأحياء
قال : فيفرح بذلك كما يفرح الحي بالهدية .